هذه شبه مسلمات يجب استحضارها عند اتخاذ أي موقف مما يجرى الآن في الضاحية الجنوبية لبيروت:
1- لا يوجد نظام، ولا توجد حركة أو جماعة أو حزب في مشارق بلاد العرب والمسلمين وفي مغاربها إلا ولديه أخطاء كبيرة ارتكبها في وقت ما في حق طائفة من العرب والمسلمين هنا أو هناك.
"لا يوجد" المستخدمة في هذه النقطة بالذات، وفي غيرها من النقاط اللاحقة، تعني بالضبط "لا يوجد"؛
2 - لا يوجد في السنوات الأخيرة، إن لم أقل العقود الأخيرة، جماعة أو حزب أو نظام حاكم وجه ضربات موجعة للعدو مثلما فعل حزب الله في لبنان. لا توجد أي جماعة أو حركة أو نظام يمكن أن ينافس حزب الله في لبنان في هذا المجال اللهم إلا إذا كانت المقاومة داخل فلسطين؛
3 - لا توجد في الوقت الحالي جماعة أو حركة أو حزب أو نظام حاكم قرر أن يقف مع المقاومة في فلسطين منذ فجر السابع أكتوبر وحتى اليوم، وأن يكون سندا لها، وأن لا يقبل أن يتفاوض مع العدو إلا في إطار مفاوضات شاملة تتوقف بموجبها حرب الإبادة في فلسطين، لا توجد في الوقت الحالي جماعة أو حركة من هذا النوع إلا حزب الله في لبنان؛
لو قبلت هذه المقاومة بمفاوضات خاصة مع العدو بعد السابع من أكتوبر، لا يتم ربطها بما يجري في غزة، لما حدث ما حدث مساء الجمعة في الضاحية الجنوبية من بيروت؛
4 - لا توجد نشوة انتصار عاشها العدو في السنوات الأخيرة، إن لم أقل العقود الأخيرة، يمكن أن تُقاس بالنشوة التي يعيشها الآن بعد تمكنه من اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
المؤلم حقا أنك قد تجد بعد سرد هذه النقاط الأربع التي لا يمكن التشكيك في أي واحدة منها، قد تجد عربيا مسلما يعبر كتابة أو نطقا عن فرحه باغتيال من يسمونه نصر اللات، بل إنك قد تجد من يُصَنَّف في دائرة العلماء أو الدعاة يعلق على عملية الاغتيال بقوله تعالى : " وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ".
حقا هناك أشخاص قد يحملون شهادات كبرى، وقد يصنفون بأنهم دعاة، ومع ذلك تبقى عقولهم قاصرة، ونظراتهم ضيقة، وعجزهم بَيِّن في اتخاذ مواقف سليمة مما يجري من أحداث بالغة التعقيد في بلاد العرب والمسلمين.
وتبقى بشرى
اغتالوا الشهيد هنية، فجاءهم السينوار وهو أكثر تشددا من سلفه، وأخيرا اغتالوا الشهيد حسن نصر الله فقد يأتيهم هشام نصر الدين، وهو أكثر تشددا من سلفه.
قد ينجح العدو في اغتيال الكثير من القادة، وقد يتباهى بذلك، ولكن كل قائد جديد يأتي سيكون أكثر قسوة على العدو، وستكون روح الانتقام لديه أعلى.
لا خلاف على أننا نتلقى اليوم ضربات مؤلمة وموجعة في لبنان، ولكننا على ثقة بأن القادة الذين سيخلفون جيل القادة الذين تعرضوا للاغتيال خلال الأيام الماضية، سيكونون أكثر حقدا على العدو، وستكون روح الانتقام لديهم عالية جدا.
أبشروا بما يسركم، وإن غدا لناظره لقريب..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق