الأربعاء، 16 أبريل 2025

كيف تقيم أداء البرلمان الموريتاني في إنابته هذه؟


كيف تقيم أداء البرلمان الموريتاني في إنابته هذه، وذلك مع العلم

1 ـ أن بعض نواب الأغلبية ضغطوا على الحكومة ـ دون اعتراض من بقية زملائهم ـ  لحذف النواب من لائحة الموظفين العموميين الملزمين بالتصريح بالممتلكات والمصالح في مشروع القانون رقم 010 ـ 25، والذي سيصوت عليه النواب في جلسة علنية يوم الخميس 24 أبريل 2025؛

2 ـ أن بعض نواب المعارضة لم يعد له من دور إلا نشر الإساءة والكلام البذيء،  ولا أحد من نواب المعارضة يعترض علنا على ذلك؛

3 ـ أن بعض نواب الأغلبية يظهر خلال فترة إنابته، وكأن المواطن انتخبته للدفاع عن الحكومة والتغطية على أخطائها، بدلا من الدفاع عن المواطن الذي انتخبه؛  

4 ـ  أن بعض نواب المعارضة يخلط بين الغاية والوسيلة، فهو يعتقد أن الغاية من وجوده في البرلمان تتمثل في نقد الحكومة، وأن يظهر أمام الناخب وهو يجلدها بأقسى العبارات، ولا يهمه بعد ذلك أن تصحح الأخطاء أم لا تصحح، بل إن بعضهم لم يتورع عن انتقاد الحكومة والدولة خارج البلد، وهناك من دفعه انتقاد الحكومة لأن يظهر وكأنه ينتصر لمصالح المهاجرين غير الشرعيين أكثر من مصالح المواطن؛

5 ـ الغياب المتكرر لنواب الأغلبية والمعارضة على حد سواء، وقد وصل الأمر إلى أن إحدى الجلسات العلنية المهمة في الدورة البرلمانية الماضية،  لم يحضرها إلا 17 نائبا فقط، من مجموع 176 نائبا، أي بنسبة حضور أقل من 10%. أما الغياب عن اجتماعات اللجان الخمس الدائمة في البرلمان، والتي تتم بعيدا عن الإعلام، فحدث عن كثرة الغياب ولا حرج.

6 ـ التعطيل المستمر لعقوبة الحرمان من تعويض الجلسات التي يتغيب عنها النائب، وهذا إجراء تأديبي منصوص عليه في النظام الداخلي للجمعية، ولكنه لم يطبق ـ ولو لمرة واحدة ضد أي نائب ـ منذ العام 1992، وحتى يوم الناس هذا. لا يقبل النواب أي عملية اقتطاع على التغيب رغم أنهم يتلقون رواتب كبيرة من أعلى الرواتب في البلد، وتوزع عليهم القطع الأرضية في أرقى أحياء العاصمة مع كل إنابة، ويمنحون عطلة سنوية من أربعة أشهر، إذا لم تكن هناك دورة استثنائية، وقلما تكون هناك دورة استثنائية، ومع كل ذلك يبخلون بالحضور للجلسات العلنية، وليس في كل يوم من الدورة البرلمانية جلسة علنية، بل إن الأسبوع قد يمر، وقد يمر الأسبوعان والثلاثة دون أن تكون هناك جلسة علنية واحدة.

سيكون تقييم البرلمان في إنابته هذه هو موضوع الجلسة النقاشية القادمة لصالون المدونين (الأحد 20 أبريل 2025)، وسيفرز بعض المتدخلين في الجلسة من خلال تعليقاتهم على هذه التدوينة، سواء بتعميق إحدى النقاط الموجودة فيها، أو بإضافة نقطة جديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق