منذ سنوات، ونحن نحاول في حملة معا للحد من حوادث السير ، أن نشرك ضحايا حوادث السير في التوعية في مجال السلامة الطرقية سعيا للحد من حوادث السير في بلادنا، ولكننا فشلنا في ذلك.
في كل دول العالم فإن الضحايا هم أول من يتحرك للتوعية حول خطورة ما يعانون منه، فمرضى السرطان مثلا يشاركون في التوعية حول خطورة هذا المرض، وضحايا الحروب يكونون في الصفوف الأولى في أي جهد يسعى للحد من الحروب، وهكذا.
لقد حاولنا إشراك الضحايا على صعيدين :
1- على مستوى الأفراد، أي أن يشارك معنا في التوعية أشخاص تعرضوا سابقا لحوادث سير، ويعانون من آثارها، أو أشخاص فقدوا بعض ذويهم في حوادث سير؛
2- الصعيد الثاني هو أن تدعم بعض القطاعات أو المؤسسات التي فقدت بعض عمالها أو منتسبيها في حوادث سير الجهود التوعوية التي يُقام بها في هذا المجال، فإن لم يكن ذلك من باب تحمل المسؤولية الاجتماعية في هذا المجال، فعلى الأفل، فليكن وفاءً للأرواح التي فقدتها تلك القطاعات والمؤسسات بسبب حوادث السير.
فقدنا العديد من العلماء والدعاة وحاولنا أن نشرك هيئة العلماء في التوعية حول خطورة حوادث السير، وفقدنا العديد من النواب والعمد وحاولنا أن نشرك الساسة في التوعية حول خطورة حوادث السير، وفقدنا صحفيين ومدونين، وحاولنا أن نشرك "نجوم منصات التواصل الاجتماعي" في التوعية حول خطورة حوادث السير ، على الأقل تضامنا مع زملائهم الذين كانوا ضحية لها، ولكننا فشلنا في ذلك.
آخر المحاولات في هذا المجال كانت بعد حادث السير الأليم الذي وقع عند قرية أغنودرت، (23 يوليو 2024)، وكان ضحيته أحد موظفي وكالة ترقية الاستثمار، لقد طلبنا من الوكالة أن تضع نُصبا توعويا في مكان الحادث، كهذا النصب المرفق مع المنشور، وتضع فوقه سيارتها التي تعرضت للحادث المذكور، وتوفي فيها أحد عمالها، على أن تكتب على النصب رسالة توعوية حول خطورة السرعة المفرطة، فأغلب الحوادث التي تقع بين "ملتقى البراد" ومطار أم التونسي هي في الغالب بسبب السرعة المفرطة، فالطريق هناك مزدوج من إتجاهين، وهو في وضعية مقبولة، ولا توجد به حفر، كما أنه غير مأهول فلا يوجد مشاة ولا حيوانات، مما يعني أن السبب هو في الغالب الأعم للحوادث التي تقع هناك هو السرعة المفرطة.
في الصورة الثانية تظهر صورة سيارة وكالة ترقية الاستثمار التي تعرضت للحادث المذكور، وقد نظمنا في الحملة زيارة ميدانية لموقع الحادث.
#السلامة_الطرقية_مسؤولية_الجميع
#معا_للحد_من_حوادث_السير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق