تلقيتُ في القترة الأخيرة أسئلة عديدة من قراء كثر يسأل أصحابها عن
موقفي من الانتخابات الرئاسية، وعن السبب الذي جعلني أتوقف فجأة عن الكتابة في مثل
هذا الظرف الهام.
سأجيب على هذه الأسئلة من خلال النقاط التالية:
(1)
لقد شرفني رفاقي في "تنظيم من أجل موريتانيا" بأن جعلوني
منسقا لمكتب موريتانيا. ومن المعروف بأن "تنظيم من أجل موريتانيا" ومن
بعد مؤتمره للتناوب السلمي على السلطة المنظم خلال يومي 26 و27 يناير في العاصمة
نواكشوط قد قرر أن يأخذ نفس المسافة من المترشحين، وأن يتفرغ للأمور الفنية
والتقنية ذات الصلة بالعملية الانتخابية، ولهذا فقد أطلق التنظيم مرصدا لمراقبة
الانتخابات، ونظم المرصد عدة دورات تكوينية لصالح المراقبين وممثلي المكاتب استفاد
منها ـ حتى الآن ـ ما يزيد على مائة شاب، هذا فضلا عن تقدمه بميثاق شرف انتخابي
وقعه خمسة من المترشحين، وكذلك إعلانه عن منصة رقمية تعنى بتسجيل الخروقات وبأرشفة
المحاضر.
لقد انشغلنا في "تنظيم من أجل موريتانيا" في الفترة
الأخيرة بالجوانب الفنية والتقنية للعملية الانتخابية والتي لا تجد في العادة من
يهتم بها، ونحن نعمل من أجل أن تكون هذه الانتخابات انتخابات شفافة وذات مصداقية.
وبطبيعة الحال فإن نجاحنا في هذه المهمة يفرض علينا أن نأخذ نفس المسافة من كل
المترشحين، ولا يعني ذلك أن التنظيم لا يسمح لأعضائه باتخاذ مواقف شخصية دعما لهذا
المترشح أو ذاك. إن لكل عضو في التنظيم الحق في أن يدعم هذا المرشح أو ذاك، وله
الحق في أن يعلن عن موقفه الشخصي. فيما يخصني فقد ارتأيت أن لا أعلن عن موقفي
الشخصي، وذلك مخافة أن يُحسب ذلك الموقف على "تنظيم من أجل موريتانيا"
الذي أتولى حاليا تنسيق مكتبه في موريتانيا.
(2)
إن ما يقوم به "تنظيم من أجل موريتانيا" من خلال مرصده
للانتخابات هو بمثابة دعم للمترشحين الستة، فنحن في التنظيم نعمل من أجل انتخابات شفافة
ذات مصداقية يشعر فيها الخاسر بأنه لم يخسر نتيجة لظلم أو تزوير وإنما خسر بسب أن العدد
الذي صوت له كان أقل من العدد الذي صوت للمرشح الفائز، ونريد للمرشح الفائز أن
يفوز بطريقة تسد الباب أمام التشكيك في فوزه كمرشح، وتسد من بعد ذلك الباب أمام
التشكيك في شرعيته كرئيس جمهورية انتخبه الشعب الموريتاني.
نحن في "تنظيم من
أجل موريتانيا" نقف مع المترشحين جميعا، فالخاسر نريده أن يخسر دون ظلم أو
تزوير، والفائز نريده أن يفوز في انتخابات ذات مصداقية حتى لا يكون بالإمكان
التشكيك في شرعيته كرئيس جمهورية منتخب.
(3)
قد يكون من المهم استغلال هذه الفرصة للقول بأن كل ما قمنا به في "تنظيم
من أجل موريتانيا من أنشطة متنوعة : مؤتمر التناوب السلمي على السلطة؛ إنشاء مرصد
للانتخابات؛ الدورات التكوينية؛ إطلاق منصة رقمية لمراقبة الانتخابات ..كل هذه
الأنشطة تم تمويلها من تبرعات الأعضاء وأصدقاء التنظيم، ولقد نشرنا كشفا بتلك التبرعات
ومجالات إنفاقها، ولقد فعلنا ذلك حرصا منا على الشفافية، ولنعطي مثالا يحتذى به في
هذا المجال، خاصة وأننا سنعلن قريبا عن تأسيس مرصد ثان تابع للتنظيم يعني
بالشفافية ومحاربة الفساد.
لم نتلق حتى الآن أي دعم لا من الدولة ولا من اللجنة المستقلة
للانتخابات ولا من أي منظمة وطنية أو دولية، ولا يعني ذلك بأننا لا نبحث عن
الدعم..إننا نبحث عن الدعم من أجل تنويع أنشطتنا وتوسيعها حتى تشمل كل الولايات،
ولكن في حالة عدم وجود أي دعم، فإن ذلك لن يعني ـ بأي حال من الأحوال ـ بأننا سنتوقف عن العمل في مجال رقابة
الانتخابات.
(4)
أعود إلى الموقف الشخصي من الانتخابات الرئاسية لأقول بأني التقيتُ
بأبرز المترشحين وأجريتُ معهم نقاشات مطولة في بعض الأحيان، وقد قررتُ في النهاية
أن أدعم المترشح الذي اقتنعتُ به وببرنامجه الانتخابي أكثر من غيره.
خلاصة القول في هذا الأمر هي أني لستُ محايدا، فأنا لديَّ مرشحي
الذي أدعمه بجد وإخلاص، حتى وإن كان ذلك الدعم سيبقى من وراء حجاب.
حفظ الله موريتانيا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق