في يوم 02 مارس 2018 افتتحت لجنة إصلاح حزب
الاتحاد من أجل الجمهورية أيامها التشاورية من داخل "قصر المؤتمرات"
بنواكشوط.
وبعد عام واحد، وفي يوم 02 مارس 2019 عقد حزب
الاتحاد من أجل الجمهورية مؤتمره الثاني والأخير في "قصر المرابطون"،
وكان من الواضح بأن هذا المؤتمر الذي لم يستغرق أكثر من ساعات، لم يكن في مضامينه
إلا مجرد
إعلان مبكر عن وفاة سابقة
لأوانها للحزب، ففي العادة فإن الأحزاب الحاكمة لا تموت إلا بعد خروج الحاكم من
القصر، أما في حالة الاتحاد من أجل الجمهورية فيبدو أن الوفاة ستسبق خروج الرئيس
من القصر.
فهل الذي عاشه حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في
يوم 02 مارس 2019 كان "قتلا رحيما"، على طريقة ما يحدث في بعض دول الغرب
التي شرَّعت القتل أو "الموت الرحيم"، والذي يعني القتل العمد للمريض
الذي استحال شفاؤه، والذي يعاني من آلام شديدة.
لقد كان حزب الاتحاد من أجل الجمهورية يعاني من آلام شديدة رغم مظاهر صحته
وقوته الزائفة، ولقد فشلت لجنة إصلاح الحزب في علاجه، فلماذا لا يتم إطلاق "رصاصة
الرحمة" عليه حتى يموت وتتوقف بالتالي معاناته، خاصة وأن موعد وفاته الطبيعي
قد اقترب كثيرا.
وداعا Upr، وداعا يا حزب المليون كذبة، عفوا يا حزب المليون
منتسب، ولتعذرنا إذا لم نحزن على رحيلك.
وداعا Upr، ولتعلم بأنه لا أحد سيحزن على رحيلك، حتى المليون
والمائة ألف منتسب لن يحزنوا على رحيلك، فهم ينتظرون الآن ميلاد حزب الحاكم الجديد
ليكونوا من أوائل المنتسبين إليه، وعلى طريقة: مات الملك عاش الملك..مات حزب
الحاكم عاش حزب الحاكم.
وداعا Upr، ولتعلم بأن هذه هي سنة أحزاب الحكام في بلادنا،
فحزب الحاكم يموت مع خروج الحاكم من القصر..الجديد في حالتك هو أنك متَّ من قبل
موعد خروج الحاكم من القصر، كان يمكنك أن تعيش لأشهر أخرى، ولكنهم ربما رحمة بك أو
شفقة عليك قتلوك من قبل موعد وفاتك الطبيعي.
وداعا Upr، ولتسمح لي من قبل الوداع الأخير أن أسألك:
هل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ كيف تزاحم الآلاف من الموريتانيين في طوابير طويلة أمام المكاتب للتسجيل في قسم من أقسامك ؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ كيف كان المنمي يترك قطيعه في عام عصيب،
ويذهب إلى أقرب قسم ليسجل في قسم من أقسامك؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ آلاف الأطر والوجهاء ورجال الأعمال الذين
كانوا ينفقون المال والجهد والوقت لحث
المواطنين على التسجيل في الأقسام التابعة لك؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ كيف
تمكن مليون ومائة ألف مواطن أو يزيدون (أكثر من ربع الشعب الموريتاني)، كيف تمكنوا من أن ينتسبوا إليك في أيام معدودة؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ كيف
انتسب إليك ما يزيد على 25% من الشعب الموريتاني خلال خمسة عشر يوما فقط، وذلك مع
العلم أن الأحزاب الحاكمة في أغلب دول العالم لا ينتسب إليها إلا 1 أو 2 % من
مجموع سكان تلك الدول؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ خطابات
الرئيس المؤسس خلال الحملة الانتخابية الماضية، هل تتذكره وهو يقول من ترشح خارج
حزبنا فهو ليس منا، ومن أراد التمديد لنا فليصوت لمرشحي حزبنا، فنظامنا باق باق مع
حزبنا؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ كيف
كان الرئيس المؤسس يضغط على بعض النواب الذي نجحوا من أحزاب أخرى، هل تتذكر كيف
كان يضغط عليهم لينخرطوا في صفوفك؟
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ أن رئيسك المستقيل أو المقال كان يقول بحماس في
لقاءاته التلفزيونية بأن هيئاتك ستناقش ترشيح غزواني، وهل تعلم بأن الذي حدث بعد ذلك كان عكس ذلك تماما؟
لقد ترشح غزواني دون أن يستشيرك يا حزب المليون كذبة، ولقد رفض أن تظهر
لك أي لافتة خلال حفل ترشيحه، ولقد أصر على أن يكون موعد إعلان ترشيحه ساعات قبل
انطلاق مؤتمرك الثاني والأخير، وذلك حتى لا يمنحك شرف السبق في الإعلان الشكلي
لترشيحه. الأقسى والأمر من كل ذلك أن هذا المترشح لما جاملك بالحضور إلى مؤتمرك
الثاني والأخير قرر أن ينسحب من المؤتمر بسرعة، ودون أن ينطق بكلمة شكر ردا على
البيان الذي أصدروه باسمك وأعلنوا من خلاله دعمهم للمترشح الذي لم يذكرك ولا بكلمة
واحدة في خطاب إعلان ترشحه.
وهل تتذكر الآن ـ وأنت تموت ـ أن عضو لجنة الإصلاح ورئيس البرلمان لم
يحضر لمؤتمرك الثاني والأخير؟ وهل تعلم بأنه اختار البقاء في بوادي تيرس بدلا من
الحضور لحفل إعلان وفاتك، عفوا لمؤتمرك الثاني والأخير؟
وهل تعلم الآن ـ وأنت تموت ـ بأنهم حرموك حتى من موت مشرف، ففي مؤتمرك
الثاني والأخير لم يقدم رئيسك المستقيل أو المقال أي تقرير للمؤتمرين عن حصيلة
عمله خلال السنوات الأخيرة، وكما جرت بذلك العادة في مؤتمرات الأحزاب. وهل تعلم
بأن مناديبك الذين أنفقوا أموالهم وجهدهم ووقتهم للحصول على تلك الصفة لم يستشاروا
خلال الترشيحات باسمك في انتخابات سبتمبر، ولم يسمح لهم حتى بالتصويت على القرارات
التي تممت قراءتها عليهم خلال مؤتمرك الثاني والأخير.
وأخيرا، هل تعلم ـ وأنت تموت ـ بأنهم قد استدعوا وفودا من الجزائر
والمغرب وفلسطين والسنغال والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو والصين ليكونوا شهودا
على موتك غير المشرف. ربما تكون هذه الوفود قد تم استدعاؤها على أساس أن هناك
مؤتمرا حقيقيا سيعقد في يوم 02 مارس 2019، وربما تكون تطورات ما حدثت من بعد ذلك
الاستدعاء قد قلبت رأس المؤتمر على عقبه، وإلا فلا معنى لاستدعاء وفود من عدة دول
لحضور مراسيم دفن حزب، كان حزبا حاكما في وقت سابقا.
وداعا Upr، ولا تحزن فذلك مصير قد سبق إليه حزب عادل والحزب
الجمهوري وحزب الشعب..
وداعا Upr..
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق