سأحاول في كل يوم من
أيام الحملة أن أبرق برسالة مختصرة جدا إلى الناخب الموريتاني، وستكون هذه هي
الرسالة الثالثة التي سأضعها في صندوق بريد الناخب الموريتاني خلال موسمنا
الانتخابي هذا.
في هذه الرسالة
الثالثة سأذكر الناخب بجملة من الأمور الهامة :
أولها : أنه لا فرق
بين الناخب الذي يًضَيِّع الفرصة التي تتاح له كل خمس سنوات للمساهمة في تغيير
أوضاع بلده نحو الأحسن، وذلك من خلال تصويته لمن لا يستحق، لا فرق بينه والمُنْتَخَبُ
الذي يُضَيِّعُ الفرصة التي تتاح له لتغيير أوضاع بلده نحو الأحسن من خلال مقعده الانتخابي. كلاهما (الناخب والمنتخب)
ضيَّع فرصة، والناخب الذي يُفرط في صوته، سيكون أكثر تفريطا في أي شيء آخر.
ثانيها : أن من يبخل
على وطنه بمنح صوته للأكفأ والأفضل سيبخل قطعا عليه بأمور أخرى قد تكون أصعب. إن
أضعف درجات الوطنية، وإن أدنى أساليب النضال هي أن تمنح صوتك لمن تعتقد بأنه هو
الأكفأ والأفضل، وعندما تبخل بذلك، فإنه لن يتوقع منك أن تقدم شيئا آخر، ومن يبخل على
بلده بالتصويت على الأكفأ عليه أن يعلم بأنه ليس في قلبه مثقال ذرة من وطنية.
ثالثها : إن صوتك ليس
مجرد ملكية خاصة يمكن أن تمنحه لهذا المترشح لأنه قريبك أو لذلك المترشح لأنه
ينحدر من قبيلتك أو جهتك أو شريحتك..إن صوتك ليس مجرد ملكية خاصة يمكن أن تجامل بها
هذا أو ذاك، أو يمكن أن تمنحه لهذا أو ذاك..إن صوتك أمانة، وتأدية هذه الأمانة هو
في أن تمنحها لمن تعتقد بأنه لن يضيعها، وبأنه سيستخدمها في تحقيق انجازات ذات نفع
عام.
رابعها : إن من يتعمد
منح صوته لمن هو ليس أهلا لتسيير بلدية ولا لعضوية برلمان، إن من يفعل ذلك عليه أن
يعلم بأنه قد فرط في الأمانة، وبأنه يتحمل جزءا من المسؤولية فيما سيترتب على ذلك
من أضرار، وبأنه شريك في كل تقصير سيقع، وفي كل خطأ سيرتكب من طرف من ساهم في
انتخابه. وإذا كانت المحاسبة لن تتم في دنيانا الفانية، فإنه ستتم حتما في الآخرة.
فعلى الناخب الذي
يمنح صوته لمن لا يستحق أن يعلم بأنه سيكون شريكا في أي تقصير وفي أي أداء سيء سيتسبب
فيه من ذلك المنتَخب خلال السنوات الخمس القادمة.
أخي الناخب : إنه
بإمكانك أن تمنح صوتك في فاتح سبتمبر لمن لا يستحقه مقابل مكاسب شخصية، أو لقرابة، أو تلبية لطلب
جاءك من مترشح فقررت أن تجامله بالتصويت له. أخي الناخب يمكنك أن تفعل كل ذلك،
ولكن عليك أن تعلم بأنك قد أعنت مفسدا أو ظالما، وأن ذلك سيكون على حسابك وعلى
حساب أبنائك وعلى حساب المصلحة العليا لوطنك، وعليك أن تعلم أيضا بأن صحيفتك ستنال
خلال الخمس سنوات القادمة نصيبها مما سيتم ارتكابه من فساد وظلم وتقصير من طرف المترشح
غير الكفء الذي ساهمت في فوزه.
وفقنا الله جميعا للتصويت
للأكفأ وللأفضل..
حفظ الله
موريتانيا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق