لو أن
هناك مظلوما كان يستحق أن يتعاطف معه كل الموريتانيين، ودون استثناء، لكان ذلك
المظلوم هو السجين رقم 760 في سجن "انغوانتانامو" السيئ الصيت.
إن المهندس محمدو ولد صلاحي ليستحق التعاطف من جميع الموريتانيين، بل ومن جميع البشر ممن كان منهم في قلبه مثقال ذرة من إنسانية، و لذلك التعاطف مبررات وأسباب وجيهة:
إن المهندس محمدو ولد صلاحي ليستحق التعاطف من جميع الموريتانيين، بل ومن جميع البشر ممن كان منهم في قلبه مثقال ذرة من إنسانية، و لذلك التعاطف مبررات وأسباب وجيهة:
أولها : أنه هو السجين الوحيد في ذلك السجن السيئ الصيت الذي تم تسليمه ظلما من طرف سلطات بلده.
ثانيها : أنه لم يسمح له بأن يلقي نظرة وداع عابرة على والدته التي رحلت عن دنيانا الفانية من قبل أن تلقاه.
ثالثها : أن القضاء الأمريكي برأه من التهم المنسوبة إليه.
رابعها: أنه تعرض لأصناف من التعذيب لا يمكن تخيلها.
إن المهندس محمدو ولد صلاحي كان يستحق منا كموريتانيين الكثير من التعاطف والمناصرة والمؤازرة، ولكننا جميعا قصرنا في حقه بدءا بالحكومة وانتهاءً بالشعب ومرورا بالنخب، وبالمجتمع المدني، وبالأحزاب، وبأهل الثقافة، وبالصحافة، وب...وب...
لقد قصرنا جميعا ـ وكثيرا ما نقصر في مناصرة المظلومين ـ في حق هذا الشاب الموريتاني الذي تعرض لظلم كبير، ولكن، لا أحد كان يتخيل بأن الأمر عند البعض سيتجاوز مستوى التقصير، وسيصل إلى مستوى مناصرة الظالم، وإدانة المظلوم الذي كانت قد برأته المحاكم الأمريكية نفسها من التهم المنسوبة إليه.
أن يقضي محمدو ولد صلاحي ثلاثة عشر سنة في معتقل انغوانتانامو السيئ الصيت، وأن يلاقي من أصناف التعذيب البشع ما لاقى، ثم يأتي من بعد ذلك من يكتب على صفحته متحدثا عن ولد صلاحي : "ولكنه ارهابي.. ارهابي !!! كفى غباء وتعاطفا مع كل مكطوع انعالة دخل في لعبة اكبر منه!!!"..إن هذا لأمر محير جدا.
بالمناسبة محمد ولد صلاحي ليس ب "مكطوع أنعالة" فهو من خيرة المهندسين، وشهد بذلك شاهد من أهلها، وقد أدى خدمات كبيرة لبلده في مجال تخصصه، وله أيضا كتاب ترجم إلى 23 لغة. ويكفي إلقاء نظرة سريعة على الصورة المرفقة للتأكد بأن ولد صلاحي ليس بمكطوع أنعالة.
حتى ولو افترضنا جدلا بأن ولد صلاحي كان "مكطوع أنعاله"، وكان إرهابيا، مجرما، قاتلا، فإنه سيبقى من غير المناسب أن نتحدث عنه هكذا، في مثل هذا الوقت بالذات..إنه ليس من الأخلاق، ولا من قيم الرجولة والشهامة أن نتحدث عن سجين بمثل هذا الأسلوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق