كثيرة هي الدروس والعبر التي يمكن الخروج بها من ذكرى
غزوة بدر الكبرى، ومن بين تلك الدروس التي على المهتمين بالشأن العام أن يتوقفوا
عندها، هو ذلك الدرس الرائع في الإيجابية، والذي قدمه الصحابي الجليل الحباب بن
المنذر رضي الله عنه، حينما أشار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرورة تغيير
مكان نزول جيش المسلمين وانتقاله إلى مكان أفضل من الناحية الحربية، وهو ما استجاب
له رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد مهد
الحباب لتقديم رأيه بأحسن تمهيد. قال ابن إسحاق*: فَحُدِّثتُ عن رجال من بني سلمة أنهم ذكروا أن الحباب بن المنذر بن
الجموح قال يا رسول الله، منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه أم هو
الرأي والحرب والمكيدة؟ فقال رسول الله : " بل هو الرأي والحرب
والمكيدة". قال الحباب: يا رسول الله، ليس بمنزل، ولكن انهض حتى تجعل القلب
كلها من وراء ظهرك، ثم غور كل قليب بها إلا قليبًا واحدًا، ثم احفر عليه حوضًا،
فنقاتل القوم ونشرب ولا يشربون، حتى يحكم الله بيننا وبينهم. فقال رسول الله :
"قد أشرت بالرأي".
بهذه الطريقة الرائعة مهد الحباب لرأيه، فإن كان
الموقع قد تم اختياره لوحي فإن الحباب سيلتزم بالموقع، ولن يدلي بأي رأي، وإن كان
الأمر يتعلق بالرأي والمكيدة فللحباب رأيه الذي يعتقد بأنه قد يكون هو الأصلح
والأضمن لتحقيق النصر في أول معركة تدور بين المسلمين والكفار.
إنه علينا أن نتعلم من الحباب رضي الله عنه هذه الإيجابية، خاصة وأن السلبية وعدم الاكتراث قد أصبحت تحكم الكثير من سلوكنا. فكثير منا قد يمر بموقف معين، كان يمكن أن يغيره، ولكنه مع ذلك لا يفعل أي شيء من أجل تغييره.
كما أنه علينا أن نتعلم من الحباب البراعة في حسن التمهيد عند تقديم الرأي، فكثير منا قد يمتلك رأيا صوابا، ولكنه يقدمه بلغة فظة وخشنة مما ينعكس سلبا على تعامل الآخرين مع ذلك الرأي الصائب.
وأخيرا فإنه علينا أن نتعلم من الحباب الثقة في النفس، فهذا الصحابي الجليل لم يكن عند معركة بدر من أكبر الصحابة سنا، بل كان من أصغرهم سنا، ولم يكن من أشهرهم، ولكنه مع ذلك لم يتردد في تقديم رأيه في قضية هامة لم يتفطن لها الكثير من الصحابة، وهي القضية المتعلقة باختيار الموقع الاستراتيجي لتموقع جيش المسلمين في أهم وأول معركة يخوضونها ضد كفار قريش.
ــــــــ
*قال الشيخ الألباني رحمه الله: "وهذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين ابن إسحاق والرجال من بني سلمة.
إنه علينا أن نتعلم من الحباب رضي الله عنه هذه الإيجابية، خاصة وأن السلبية وعدم الاكتراث قد أصبحت تحكم الكثير من سلوكنا. فكثير منا قد يمر بموقف معين، كان يمكن أن يغيره، ولكنه مع ذلك لا يفعل أي شيء من أجل تغييره.
كما أنه علينا أن نتعلم من الحباب البراعة في حسن التمهيد عند تقديم الرأي، فكثير منا قد يمتلك رأيا صوابا، ولكنه يقدمه بلغة فظة وخشنة مما ينعكس سلبا على تعامل الآخرين مع ذلك الرأي الصائب.
وأخيرا فإنه علينا أن نتعلم من الحباب الثقة في النفس، فهذا الصحابي الجليل لم يكن عند معركة بدر من أكبر الصحابة سنا، بل كان من أصغرهم سنا، ولم يكن من أشهرهم، ولكنه مع ذلك لم يتردد في تقديم رأيه في قضية هامة لم يتفطن لها الكثير من الصحابة، وهي القضية المتعلقة باختيار الموقع الاستراتيجي لتموقع جيش المسلمين في أهم وأول معركة يخوضونها ضد كفار قريش.
ــــــــ
*قال الشيخ الألباني رحمه الله: "وهذا سند ضعيف لجهالة الواسطة بين ابن إسحاق والرجال من بني سلمة.
تقبل الله صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم...
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق