من
خلال متابعتي لما يعلن من نتائج التحقيقات الرسمية التي تقوم بها الحكومة من حين
لآخر، فلقد أصبحت على قناعة شبه تامة بأنه لا أهمية ترجى من التحقيقات الرسمية.
إن
القراءة السريعة في أرشيف نتائج هذه التحقيقات ليؤكد عبثيتها، واقرؤوا إذا شئتم محاضر
التحقيق المتعلقة بوفاة مواطنين ماتوا أو قتلوا في ظروف مشبوهة بدءا من ولد الطالب
نافع في كنكوصة، وانتهاءً بعبد الرحمن جالو في العاصمة، ومرورا بالمشظوفي في أكجوجت،
ومانغان في كيهيدي، والمعلى في قلب العاصمة نواكشوط، وشهيد المصحف ولد حمود الذي
قتل أمام أسوار القصر الرئاسي، وغيرهم من المواطنين الموريتانيين الذين ماتوا أو قتلوا
في ظروف مشبوهة.
وإذا
ما تركنا التحقيقات المتعلقة بوفاة أولئك المواطنين الذين ماتوا أو قتلوا في ظروف مشبوهة،
وذهبنا إلى أحداث وحوادث أخرى فإن العبثية ستبقى هي العنوان الأبرز للتحقيقات الرسمية،
واقرؤوا إذا شئتم محاضر التحقيقات المتعلقة بسقوط حفنة من الطائرات والشاحنات العسكرية،
والتي توفي فيها عدد من الجنود الموريتانيين، هذا إن كانت هناك أصلا محاضر قد تم
اعددها عن تلك الحوادث الأليمة.
وبالتأكيد
فلن يتغير الأمر كثيرا إذا ما قرأتم في
لون آخر من المحاضر الرسمية المتعلقة بالتحقيق
في تسريب الباكالوريا أو في تمزيق المصحف الشريف.
إن
هناك ثلاثة مجرمين يتبادلون الأدوار دائما وأبدا، وهؤلاء المجرمين الثلاثة هم
الذين يقفون ـ رسميا ـ وراء كل ما يحدث في
بلادنا من جرائم وحوادث، وبالتأكيد فهم سيرتكبون مستقبلا المزيد من الجرائم إن ظلت
التحقيقات الرسمية تتم بهذا الشكل العبثي والسخيف الذي تعودنا عليه.
إن
المجرمين الثلاثة الذين أزهقوا أرواح الأبرياء، وأسقطوا الطائرات والشاحنات العسكرية،
ومزقوا المصحف الشريف، وسربوا الباكالوريا هم :
1 ـ موت طبيعي وتوأمه
حادث طبيعي
2 ـ الأطفال
3 ـ الماعز
لا
أحد في موريتانيا يقتل السجناء أو المتظاهرين، ولا أحد في موريتانيا يسقط الطائرات
ويتسبب في انقلاب الشاحنات العسكرية، ولا أحد في موريتانيا يسرب الباكالوريا ويمزق
المصحف الشريف غير هؤلاء المجرمين الثلاثة، ولذلك فإني أطلب من حكومة معالي الوزير
الأول أن تلقي القبض على كل شيء طبيعي في بلادنا، يمكن أن يتسبب في أي موت طبيعي
أو أي حادث طبيعي، وأن تعتقل كل الأطفال والماعز في بلادنا، وعندها سيتوقف تلقائيا
موت السجناء والمتظاهرين، وسيتوقف سقوط الطائرات وانقلاب الشاحنات العسكرية،
وسيتوقف تسريب الباكالوريا، وستتوقف كذلك الإساءة إلى مقدساتنا الإسلامية.
أما
التعليمات النيرة أو التوجيهات السامية بلغة أخرى فإني لا أطلب منها إلا أن تثبت ـ
وعلى وجه السرعة ـ منصات للتجسس على كل شيء طبيعي في بلادنا، دون أن تنسى الأطفال
والماعز، وأن ترصد كل حركات وتصرفات المجرمين الثلاثة في بلادنا، من قبل أن يقدموا
من جديد على قتل متظاهر أو سجين آخر، أو من قبل يسقطوا طائرة أو شاحنة أخرى، أو من
قبل أن يسربوا امتحانا أو يسيئوا إلى مقدس.
إن
رصد تحرك المجرمين الثلاثة، والوقوف أمام مخططاتهم الخبيثة، يجب أن يكون هو أولوية
الأولويات.
حفظ الله موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق