في
طريق العودة إلى العاصمة نواكشوط وعلى بعد 120 كلم منها، وفي حدود الساعة الثامنة
وعشرين دقيقة صباحا وقع حادث سير مؤلم بسبب اصطدام شاحنة صهريج مليئة بالبنزين
وسيارة "رينو اكسبرس"..ولقد توفي على الفور الشابان اللذان كانا في
السيارة الصغيرة بينما أصيب سائق الشاحنة ورفيقه بجروح طفيفة..
عند وصولنا إلى مكان الحادث كان المشهد كالتالي:
ـ السيارتان على حافة الطريق، الشاحنة منقلبة والسيارة الصغيرة غير بعيدة منها و قد تعرضت مقدمتها إلى أضرار مادية جسيمة.
ـ البنزين كان يتدفق من الشاحنة وكان هناك من يحاول أن يملأ منه بعض "جركانات".
ـ الشابان الموجودان في السيارة الصغيرة كانا قد توفيا على الفور..رفيق السائق غطته قطع السيارة ولم نتمكن من مشاهدة ما يدل على وجوده أصلا بالسيارة، أما السائق فقد كان شابا وقد تمكنا من رؤية ملامح وجهه من قبل أن يغطيه أحدهم بقطعة قماش.
ـ لقد حدث ارتباك بالنسبة لنا نحن الذين وصلنا إلى الحادث بشكل مبكر، وقد تم إشعار الدرك بالحادث فأرسلوا سيارة يوجد بها دركيان.
ـ قال سائق الشاحنة بأن سائق السيارة الصغيرة كان نائما وبأنه نتيجة لنومه وقع الحادث، وبأنه أي سائق الشاحنة حاول وبكل الوسائل الممكنة أن يتفادى الاصطدام ولكنه لم يتمكن من ذلك نتيجة لنوم سائق السيارة الصغيرة.
ـ لقد وقعت منذ أيام أزمة في البنزين نتيجة لاضراب سائقي الشاحنات، وكان سبب الاضراب هو تلك العقوبة التي يتعرض لها السائق عندما يقتل شخصا دون أن تكون عملية القتل ناتجة عن ارتكاب خطأ في السياقة. يبدو أن هذا الحادث سيعيد الجدل حول تلك العقوبة إن صحت رواية سائق الشاحنة.
لم نكد نتجاوز مكان الحادث حتى صادفنا حادث سير آخر، ولكن ولله الحمد لم يخلف ضحايا..وعلى طول طريق الأمل من لعيون وحتى العاصمة فقد شاهدنا العديد من السيارات المرمية على جنبات الطريق والتي كانت قد تعرضت لحوادث سير في الفترة الأخيرة.
لقدحصدت حوادث السير في الفترة الأخيرة الكثير من الأرواح ولقد آن الأوان لأن نفعل شيئا لمواجهة هذه الكوارث التي تتكرر يوميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق