يبدو أن
التنافس في انتخابات 23 نوفمبر، فد يتحول قريبا إلى تنافس في إطلاق النكت، وذلك
بعد أن أصبحت كل الدلائل تؤكد بأن انتخابات 23 نوفمبر، إن نُظمت في وقتها، لن تكون
إلا مجرد مسرحية ساخرة، سيتبارى المشاركون فيها، أو الممثلون إذا شئتم، في إطلاق
النكت، وفي التنافس في إضحاك الجماهير المتفرجة أو المشاركة في تلك المسرحية
الانتخابية.
وإذا كان
هناك ما يميز انتخابات 23 نوفمبر عن غيرها من الانتخابات، فإنه سيكون بالتأكيد هو
قدرتها على إضحاك الشعب الموريتاني..
فيا أيها
الموريتانيون أبشروا، وابشروا، ثم أبشروا، فأنتم ستضحكون كثيرا مع انتخابات 23
نوفمبر. ستضحكون بعد خمسة عقود كئيبة..
وقديما قيل
شر البلية ما يضحك.
فلتبتسموا
ابتسامة صغرى إذا ما قيل لكم بأن هناك لجنة مستقلة للانتخابات، ولتبتسموا ابتسامة
كبرى إذا ما قيل لكم بأن في تلك اللجنة سبعة من الحكماء..
ولتضحكوا
قليلا إذا ما سمعتم مناضلا في الحزب الحاكم يتحدث عن موريتانيا الجديدة، وعن تجديد
الطبقة السياسية، وعن الشفافية، وعن التغيير البناء..
ولتضحكوا
كثيرا إذا ما سمعتم مناضلا في حزب التحالف الشعبي التقدمي يقول لكم بأنهم هم في
التحالف قد قرروا مقاطعة اللجنة المستقلة للانتخابات، مع المشاركة في انتخابات 23
نوفمبر التي تشرف عليها تلك اللجنة التي يقاطعونها.
ولتقهقهوا مع
كل تزوير أو تجاوز جديد ترتكبه السلطة، ويكتشفه حزب تواصل، ثم يُسَطر تفاصيل ذلك
الاكتشاف العظيم في بيان صادر عن لجنته التنفيذية.
فيا أيها
الموريتانيون:
ابتسموا مع
اللجنة المستقلة للانتخابات..
واضحكوا مع
الحزب الحاكم أو مع حزب التحالف الشعبي..
وقهقهوا مع
بيانات حزب تواصل..
واعلموا بأن
السياسة عندنا هي "فن إضحاك الجماهير"..
وإذا ما
أردتم أن تضحكوا، فما عليكم إلا أن تقرؤوا
ـ وبجدية ـ بيانين ساخرين ومتزامنين، صدرا في يوم الثلاثاء بتاريخ 22 أكتوبر 2013،
وكان أولها من الحزب الحاكم، في حين كان الثاني من حزب تواصل.
وقد طلب
الحزب الحاكم في بيانه من اللجنة المستقلة للانتخابات، وكذلك من الأحزاب المنافسة،
العمل معا من أجل تنظيم انتخابات بلدية
ونيابية فوق الشبهات!!
ألم تضحككم
عبارة "فوق الشبهات"؟
إذا كانت تلك
العبارة لم تضحككم، فإليكم هذا الخبر الذي تزامن مع نشر البيان المذكور، والذي لابد
أنه سيضحككم إذا ما تأملتموه بجدية.
وتذكروا
دائما بأن خير البلية ما يضحك.
يقول الخبر بأن
مجموعة قبلية من مناضلي الحزب الحاكم في مقاطعة أمبود قد احتجت على ترشيحات الحزب
في تلك المقاطعة، وذلك لأن تلك الترشيحات قد أقصتهم.
إلى هنا قد
يبدو الخبر عاديا، ولكن أتدرون أين ذهبت تلك المجموعة للتعبير عن احتجاجها وعن
سخطها على الحزب؟
ذهبت تلك
المجموعة، بكل عفوية، وبكل تلقائية، وبكل براءة إلى مبنى المقاطعة، وإلى حاكمها
للتعبير عن غضبها من الحزب الحاكم، وهناك قدمت المجموعة مهلة لا تتجاوز 24 ساعة،
أنذرت فيها الحزب بضرورة التراجع عن ترشيحاته في المقاطعة، وإلا فإنها ستنسحب من
الحزب.
ولأن حزب
تواصل يعد منافسا شرسا للحزب الحاكم في مسرحية 23 نوفمبر، فما كان من هذا الحزب
إلا أن أطلق هو بدوره نكتة عاجلة لينافس بها نكتة الحزب الحاكم، وقد جاءت نكتة
تواصل في بيان ساخر، عبر فيه الحزب عن رفضه لاختلال قواعد اللعبة من طرف الحكومة وحزبها.
ألم تضحككم
عبارة " اختلال قواعد اللعبة"؟
والآن حاولوا
أن تجمعوا بين العبارتين لنحت عبارة جديدة تليق بمقام انتخابات23 نوفمبر، فربما
تجدون العبارة التالية: "اختلال فوق الشبهات"!
حقيقة إنه
لأمر مثير للضحك أن يُصدر حزب تواصل مثل هذا البيان، في مثل هذه الوقت بالذات..
ألم يدخل
تواصل هذه اللعبة وهو يعرف أصلا بأنها مختلة؟
ألم يؤكد
قادة هذا الحزب بأنهم على قناعة كاملة بأن انتخابات 23 نوفمبر لن تكون شفافة؟
ثم لمن يشكو
الآن حزب تواصل؟ فهل هو يشكو للنظام؟ فإذا كان يشكو للنظام فإننا نقول لهذا الحزب بأن ليس من حقه أن يشكو من النظام بعد أن قبل أن
يشارك معه في انتخابات لم يستشر فيها، ولم يشرك في أي جزئية من جزئياتها؟
لقد قبل
تواصل أن يدخل المنافسة بوصفه تابعا، لا بوصفه شريكا، والتابع لا يحق له إطلاقا أن
يعترض على قواعد اللعبة.
على
التواصليين أن يعلموا، ومن الآن، بأنه لا أحد سيهتم ببياناتهم المستهجنة والمنددة،
سواء منها تلك التي ستسبق انتخابات 23 نوفمبر، أو تلك التي ستعقبها..فالمعارضة
ستقول لهم متشفية: لِمَ شاركتم أصلا؟ والموالاة ستقول لهم مستهزئة: لِمَ شاركتم
أصلا؟ وبقية الشعب الموريتاني ستقول لهم وبحسرة: لِمَ شاركتم أصلا؟
حفظ الله
موريتانيا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق