هل نحن حقا
نعيش في العام 2013؟
وهل هذه
البرك المتعفنة تغطي حقا ساحة أعرق مدرسة ابتدائية في العاصمة؟
وهل أولئك
الأطفال الذين يسْبَحون كل يوم دراسي في المياه الراكدة والملوثة هم حقا تلاميذ
المدرسة رقم 1 في العاصمة؟
أكاد لا أصدق
شيئا من ذلك، ولولا أني زرت المدرسة رقم 1، وشاهدت ذلك بأم أعيني، لما صدقته
إطلاقا.
ولو كان ذلك
المشهد البائس في مدرسة نائية في قرية نائية من قرى الوطن المتناثرة، وفي موسم
الخريف، وخلال العطلة الصيفية، لكان كارثة حقيقية. أما أن يكون هذا المشهد البائس،
في قلب العاصمة، وفي أعرق مدرسة ابتدائية، وأثناء السنة الدراسية، فإن أقل ما يمكن
أن يوصف به ذلك المشهد البائس هو أنه أكثر من كارثة، إنه كارثة متعفنة.
فمن أراد منكم
أن يشاهد كارثة متعفنة، فما عليه إلا أن يزور المدرسة رقم 1 بلكصر في يوم دراسي.
وإذا ما زرتم المدرسة رقم 1 في يوم دراسي، فإنكم حتما ستشعرون بالعار لأنكم تنتمون
لهذا البلد المتعفن الذي يرسل بعض أبنائه ـ وفي العام 2013 ـ لمدرسة مليئة بالبرك
المتعفنة، طبقا لأوامر متعفنة، تنفذها حكومة متعفنة.
وبطبيعة
الحال فإن لوم الحكومة المتعفنة لن يكون مفيدا لمواجهة هذه الكارثة المتعفنة.
علينا نحن أن نفعل شيئا لإيقاف الكارثة، عليَّ أنا أن أفعل شيئا لإيقاف الكارثة،
وعليك أنتَ أن تفعل شيئا لإيقافها، وعليك أنتِ، وعليهِ هو، وعليها هي، وعلينا
جميعا أن نفعل شيئا لإيقاف هذه الكارثة المتعفنة.
وعلى المئات،
إن لم أقل الآلاف من الأطر الذين درسوا في هذه المدرسة العريقة أن يفعلوا شيئا قبل
غيرهم لوضع حد لهذه الكارثة المتعفنة التي تعيشها مدرستهم التي تعلموا فيها سنين
عددا.
علينا جميعا
أن نتعاون لكي نكتب ميدانيا جملة واحدة مفيدة في المدرسة رقم 1 بلكصر، فكفانا من
الخطابات الجميلة، وكفانا من المقالات والخواطر الجميلة.
في مرات
عديدة أتساءل لماذا لا يظهر شيء قليل من ذلك الكلام الجميل الذي نملأ به صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على أرض
الواقع؟
ولماذا لا
يظهر على أرض الواقع أي أثر لكل أولئك
الطيبين الذين يملؤون صفحات مواقع التواصل
الاجتماعي بالكلام الطيب والرائع؟
ألا تعتقدون
بأنه قد حان الوقت لأن نخصص جزءا يسيرا من وقتنا للكتابة ميدانيا على صفحات الواقع
بدلا من تخصيص ذلك الوقت كله للكتابة على صفحات الواقع الافتراضي؟
وماذا سيفيدنا
الإدمان على كتابة الخواطر الرائعة في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إذا لم تصاحب
ذلك كتابة ميدانية على صفحات أرض الواقع.
ولماذا لا
نجد للمواطنين الرائعين الذين يسكنون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أي أثر على
أرض الواقع؟
إن المدرسة
رقم 1 لا تحتاج للشيء الكثير، إنها لا تحتاج إلا لشيء يسير من طيبتكم، و من
وطنيتكم التي تظهر باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها لا تظهر أبدا على
أرض الواقع.
بالنسبة لي
سأكون إيجابيا، على الأقل في هذه المرة، وسأكون ميدانيا، وسأفعل شيئا ما للمساهمة
في ردم المياه المتعفنة بين أقسام المدرسة رقم 1.
وإن من أكثر
الأشياء استعجالا، والتي علينا أن نتعاون جميعا لتنفيذها لصالح أعرق مدرسة
بالعاصمة:
1 ـ أن نقوم
بردم المدخل الرئيسي للمدرسة، وأن نجففه من كل المياه الراكدة.
2 ـ أن نعقم
كل المياه الراكدة الموجودة في داخل المدرسة.
3 ـ أن نضع
حواجز بسيطة من التراب بين الفصول وبرك المياه الراكدة.
4 ـ أن نوقف
تسرب المياه.
حفظ الله موريتانيا.
اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ردحذف