لقد مرت أيام كئيبة وبائسة على " امبارك" وهو يتسكع بين المخازن والمحلات التجارية دون عمل. ولقد فكر أكثر من مرة ـ كلما استعاد صراخ أبنائه الجوعى ـ في الذهاب إلى محلات بعيدة عن مكان عمله، عسى أن يجد شيئا يحمله خفية على كاهله الأربعيني، دون أن يشعر زملاؤه بذلك، ولكن كبرياءه كانت تقف دائما بالمرصاد ضد تنفيذ تلك الفكرة.
مر" امبارك" في اليوم التاسع عشر من أيام الإضراب، بكل التجار الذين يحمل لهم عادة البضائع، من أجل أن يقرضوه ألفين، أو ثلاثة آلاف أوقية. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل.بما فيها محاولته الأخيرة مع أحد تجار الجملة، يعرفه منذ ما يزيد على عقد من الزمن. اعتذر التاجر، بحجة أنه لا يملك المبلغ المطلوب، متجاهلا أكوام حزم النقود المرصوصة على يمينه، والتي تكاد تحجب وجه عامل الصندوق.
لقد كان " امبارك" في ذلك اليوم الحار في حاجة شديدة إلى تلك النقود. فقد ترك أحد أبنائه مريضا، وترك أسرته بلا ماء. فهو منذ ثلاثة أيام لم يستطع توفير ثمن برميل ماء، ولم يعد صاحب العربة التي توفر له الماء، يقبل بزيادة الدين. كما أنه لم يتمكن منذ يومين من أن يأتي بشيء ـ أي شيء ـ لإعداد الطعام. وكانت العائلة المكونة من ستة أفراد تجتمع على الوجبة التي لا تكفي عادة إلا لشخص واحد، والتي تأتي بها ابنة " امبارك " الكبرى من المنزل الذي تعمل فيه كخادمة.
ـ يبدو أن الرزق قد نضب من "شارع الرزق"!
هكذا حَدَّثَ "أمبارك" نفسه، أو هكذا ـ على الأصح ـ حاول أن يُفرغ شحنة قليلة من الغضب العارم الذي يغلي في صدره، بنطق تلك الكلمات التي خرجت من بين شفتيه، وكأنها جمرات ملتهبة وحارقة.
تزامنت تلك الجملة مع ركلة قوية وجهها بقدمه اليمنى لعلبة لبن فارغة، كانت هي أول شيء يصادفه بعد خروجه من المتجر الأخير. وكانت تلك أيضا محاولة فاشلة أخرى للتخفيف من الغضب الذي يغلي في صدره.
في تلك اللحظة تبدل شارع الرزق إلى غير الشارع الذي ألفه " امبارك". بدا كل شيء على ذلك الشارع كئيبا،شاحبا، بائسا، ومقرفا. بدت المتاجر مزعجة، وبدت سيارات الشرطة المرابطة في زوايا الشارع أكثر إزعاجا.
وتمنى "امبارك" لو أن كل الشارع، بمن فيه وبما فيه، تحول إلى علبة لبن فارغة، كتلك التي ركلها منذ لحظات وذلك لكي يدهسها بقدمه حتى يشفي غليله، كما يفعل ـ عادة ـ المدخن الفاشل في الإقلاع عن التدخين لعلبة سجائره الفارغة، بعد أن يكون قد دخن آخر سيجارة فيها. حتى صوت أخت زوجته التي تبيع التبغ، والتي كانت تدعوه في تلك اللحظات لتناول الغداء، غدا مزعجا جدا، كأنه صوت مئات الأواني النحاسية التي تتدحرج من قمة جبل شاهق.
وكانت تلك هي عاشر مرة، تتولى فيها أخت زوجته شراء وجبة الغداء، والتي هي عبارة عن قطعتي خبز، و صرتين من الفستق، مع مستلزمات الشاي.
لم يعد "امبارك" قادرا على توفير تلك الأشياء البسيطة، رغم أنه خلال كل السنوات الماضية، لم يكن يسمح ـ ولو لمرة واحدة ـ لأخت زوجته أن تتحمل تكاليف الغداء اليومي. لذلك فقد كان يشعر في كل مرة تشتري فيها أخت زوجته الخبز، والفستق، والشاي، بأن كبرياءه يتعرض لإهانة شديدة.
توافدت " شلة الشاي" على العريش الصغير لبائعة التبغ. وكان من بين الوافدين: بائع الجرائد، و"محول للرصيد"، وثلاثة من الحمالين.بعد ترحيب سريع بقدوم "محول الرصيد"الذي كان غائبا في سفر دام أسبوعين، دار نقاش حاد حول مظاهرات الحمالين، تحدث الكل بألم ومرارة وبإحباط شديد.
سأل "امبارك" بائع الجرائد إن كانت جرائده قد تحدثت في هذا اليوم عن أزمة الحمالين، فأجابه البائع بأنه لا يعتقد ذلك.
تصادفت تلك الإجابة مع توقف شاب قرب بائع الجرائد. صَوَّب الشاب نظراته بطريقة حادة إلى الجرائد، كأنه يريدها أن تنفذ إلى داخل صفحات الجرائد ليقرأ ما فيها. إنها نظرات يعرفها بائع الجرائد جيدا، نظرات من يحب أن يطالع الجرائد، ولكنه لا يملك المائة أوقية اللازمة " لإيجار" قراءتها.
تجاهل بائع الجرائد تلك النظرات، ولكن "امبارك" طلب من البائع أن يسمح للشاب بقراءة الجرائد، عسى أن يجد فيها خبرا عن الزيادة البسيطة التي يطالبون بها.
فرح الشاب بذلك العرض المغري جدا، ثم أخذ يقلب صفحات الجرائد بسعادة بادية، وكان يتوقف من حين إلى آخر ليقرأ شيئا ما. وبعد دقائق توقف عن تصفح الجرائد، ثم رفع بصره إلى الشلة، وقال بصوت حاد: إنهم لم يتحدثوا عنكم بأي كلمة
.ـ وبماذا ملؤوا جرائدهم ؟ تساءل أحد الحمالين
.ـ ملؤوها بالسجال الدائر بين الإسلاميين والقوميين، وبأشياء أخرى.
تابع الشاب حديثه، بعد أن ألقى نظرة خاطفة إلى " الشلة " أيقن بعدها أن عليه أن يفسر ما جاء في جملته الأخيرة
.ـ هناك حروب" تنابزية" تدور عادة بين السياسيين، من حين لآخر، لا تفيد المواطن العادي في أي شيء، من بينها الحرب الدائرة في هذه الأيام، بين المدافعين عن المنسقية التي تمثل الأحزاب القومية، والتي لم تتحدث عن أزمتكم على الإطلاق. وبين المدافعين عن حزب " تواصل"، الذي اكتفى بمجرد إعلان على صفحات الجرائد، بأنه سيقوم بوساطة بينكم وبين التجار، ولكن الحزب نسي ـ أو تناسى ـ فيما يبدو، وفي وقت مبكر، وساطته الموعودة.
سكت الشاب برهة، ثم قال بصوت خافت: لا تعولوا إلا على أنفسكم, إن السياسيين، والتجار، وقادة الجيش، هم من خرب هذا البلد، وهم لن يصلحوا أحواله أبدا.
ولم يكمل الشاب كلمته الأخيرة، إلا بعد أن ترك "الشلة" مسرعا، قبل أن تنقل "الرياح" كلماته الأخيرة إلى أحد أفراد سيارة الشرطة المرابطة غير بعيد من عريش بائعة التبغ.
في المساء قرر "امبارك" و "أحمد" محول الرصيد، أن يعودا إلى كوخيهما في"كبة المربط". ابتلعا بسرعة طريقهما التي تعودا على قطعها معا مشيا على الأقدام منذ سنوات عديدة.
لقد ولدا في نفس القرية، وتربيا معا، وقررا أن يسكنا معا بعد نزوحهما منها. ولقد كاد الفقر أن يهلكهما لولا التضامن العجيب الذي اشتهرا به. لقد كان كل واحد منهما يتقاسم مع الآخر كلما ما يملك، في أوقات العسرة. ولقد سمى كل واحد منهما ابنه الأكبر على اسم صديقه، وابنته الكبرى على اسم زوجة صديقه.
والفضل في اختيار مكان السكن يرجع إلى "امبارك" الذي قدم إلى العاصمة قبل صديقه. والذي يرجع إليه الفضل كذلك، في دمج صديقه "أحمد" في الحياة النشطة. إن ما يجمع بين "أمبارك الحرطاني" و" أحمد البيظاني" أكثر عمقا، وتلاحما، وترابطا، مما يجمع بين أخوين شقيقين وحيدين.
ولقد شارك " أحمد" في مظاهرات الحمالين، ليس بسبب عدالة قضيتهم، وإنما ـ وببساطة شديدة ـ لأن "امبارك" كانت تهمه تلك المظاهرات، وكان يهمه نجاحها.
ورغم التعب، والفقر، ومشاكل الحياة العديدة، فقد قطعا ـ كعادتهما ـ المسافة الطويلة، دون أن يشعرا بذلك، وقبل أن يتجه كل واحد منهما إلى كوخه، قال "أحمد":
ـ يبدو أن العمل في هذا اليوم كان جيدا نوعا ما، فقد ربحت ثلاثة آلاف أوقية
.ـ هذا جيد، أجاب " أمبارك" وهو يستلم ألفا وخمسمائة أوقية من صديقه الذي احتفظ لنفسه بنفس المبلغ.
قصة قصيرة تقدم الوجه الآخر والجميل لموريتانيا التي يتضامن فقراؤها من مختلف الشرائح وفد نُشِرت منذ ثلاثة أعوام، أعيد نشرها الآن بدون أي تصرف.
مر" امبارك" في اليوم التاسع عشر من أيام الإضراب، بكل التجار الذين يحمل لهم عادة البضائع، من أجل أن يقرضوه ألفين، أو ثلاثة آلاف أوقية. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل.بما فيها محاولته الأخيرة مع أحد تجار الجملة، يعرفه منذ ما يزيد على عقد من الزمن. اعتذر التاجر، بحجة أنه لا يملك المبلغ المطلوب، متجاهلا أكوام حزم النقود المرصوصة على يمينه، والتي تكاد تحجب وجه عامل الصندوق.
لقد كان " امبارك" في ذلك اليوم الحار في حاجة شديدة إلى تلك النقود. فقد ترك أحد أبنائه مريضا، وترك أسرته بلا ماء. فهو منذ ثلاثة أيام لم يستطع توفير ثمن برميل ماء، ولم يعد صاحب العربة التي توفر له الماء، يقبل بزيادة الدين. كما أنه لم يتمكن منذ يومين من أن يأتي بشيء ـ أي شيء ـ لإعداد الطعام. وكانت العائلة المكونة من ستة أفراد تجتمع على الوجبة التي لا تكفي عادة إلا لشخص واحد، والتي تأتي بها ابنة " امبارك " الكبرى من المنزل الذي تعمل فيه كخادمة.
ـ يبدو أن الرزق قد نضب من "شارع الرزق"!
هكذا حَدَّثَ "أمبارك" نفسه، أو هكذا ـ على الأصح ـ حاول أن يُفرغ شحنة قليلة من الغضب العارم الذي يغلي في صدره، بنطق تلك الكلمات التي خرجت من بين شفتيه، وكأنها جمرات ملتهبة وحارقة.
تزامنت تلك الجملة مع ركلة قوية وجهها بقدمه اليمنى لعلبة لبن فارغة، كانت هي أول شيء يصادفه بعد خروجه من المتجر الأخير. وكانت تلك أيضا محاولة فاشلة أخرى للتخفيف من الغضب الذي يغلي في صدره.
في تلك اللحظة تبدل شارع الرزق إلى غير الشارع الذي ألفه " امبارك". بدا كل شيء على ذلك الشارع كئيبا،شاحبا، بائسا، ومقرفا. بدت المتاجر مزعجة، وبدت سيارات الشرطة المرابطة في زوايا الشارع أكثر إزعاجا.
وتمنى "امبارك" لو أن كل الشارع، بمن فيه وبما فيه، تحول إلى علبة لبن فارغة، كتلك التي ركلها منذ لحظات وذلك لكي يدهسها بقدمه حتى يشفي غليله، كما يفعل ـ عادة ـ المدخن الفاشل في الإقلاع عن التدخين لعلبة سجائره الفارغة، بعد أن يكون قد دخن آخر سيجارة فيها. حتى صوت أخت زوجته التي تبيع التبغ، والتي كانت تدعوه في تلك اللحظات لتناول الغداء، غدا مزعجا جدا، كأنه صوت مئات الأواني النحاسية التي تتدحرج من قمة جبل شاهق.
وكانت تلك هي عاشر مرة، تتولى فيها أخت زوجته شراء وجبة الغداء، والتي هي عبارة عن قطعتي خبز، و صرتين من الفستق، مع مستلزمات الشاي.
لم يعد "امبارك" قادرا على توفير تلك الأشياء البسيطة، رغم أنه خلال كل السنوات الماضية، لم يكن يسمح ـ ولو لمرة واحدة ـ لأخت زوجته أن تتحمل تكاليف الغداء اليومي. لذلك فقد كان يشعر في كل مرة تشتري فيها أخت زوجته الخبز، والفستق، والشاي، بأن كبرياءه يتعرض لإهانة شديدة.
توافدت " شلة الشاي" على العريش الصغير لبائعة التبغ. وكان من بين الوافدين: بائع الجرائد، و"محول للرصيد"، وثلاثة من الحمالين.بعد ترحيب سريع بقدوم "محول الرصيد"الذي كان غائبا في سفر دام أسبوعين، دار نقاش حاد حول مظاهرات الحمالين، تحدث الكل بألم ومرارة وبإحباط شديد.
سأل "امبارك" بائع الجرائد إن كانت جرائده قد تحدثت في هذا اليوم عن أزمة الحمالين، فأجابه البائع بأنه لا يعتقد ذلك.
تصادفت تلك الإجابة مع توقف شاب قرب بائع الجرائد. صَوَّب الشاب نظراته بطريقة حادة إلى الجرائد، كأنه يريدها أن تنفذ إلى داخل صفحات الجرائد ليقرأ ما فيها. إنها نظرات يعرفها بائع الجرائد جيدا، نظرات من يحب أن يطالع الجرائد، ولكنه لا يملك المائة أوقية اللازمة " لإيجار" قراءتها.
تجاهل بائع الجرائد تلك النظرات، ولكن "امبارك" طلب من البائع أن يسمح للشاب بقراءة الجرائد، عسى أن يجد فيها خبرا عن الزيادة البسيطة التي يطالبون بها.
فرح الشاب بذلك العرض المغري جدا، ثم أخذ يقلب صفحات الجرائد بسعادة بادية، وكان يتوقف من حين إلى آخر ليقرأ شيئا ما. وبعد دقائق توقف عن تصفح الجرائد، ثم رفع بصره إلى الشلة، وقال بصوت حاد: إنهم لم يتحدثوا عنكم بأي كلمة
.ـ وبماذا ملؤوا جرائدهم ؟ تساءل أحد الحمالين
.ـ ملؤوها بالسجال الدائر بين الإسلاميين والقوميين، وبأشياء أخرى.
تابع الشاب حديثه، بعد أن ألقى نظرة خاطفة إلى " الشلة " أيقن بعدها أن عليه أن يفسر ما جاء في جملته الأخيرة
.ـ هناك حروب" تنابزية" تدور عادة بين السياسيين، من حين لآخر، لا تفيد المواطن العادي في أي شيء، من بينها الحرب الدائرة في هذه الأيام، بين المدافعين عن المنسقية التي تمثل الأحزاب القومية، والتي لم تتحدث عن أزمتكم على الإطلاق. وبين المدافعين عن حزب " تواصل"، الذي اكتفى بمجرد إعلان على صفحات الجرائد، بأنه سيقوم بوساطة بينكم وبين التجار، ولكن الحزب نسي ـ أو تناسى ـ فيما يبدو، وفي وقت مبكر، وساطته الموعودة.
سكت الشاب برهة، ثم قال بصوت خافت: لا تعولوا إلا على أنفسكم, إن السياسيين، والتجار، وقادة الجيش، هم من خرب هذا البلد، وهم لن يصلحوا أحواله أبدا.
ولم يكمل الشاب كلمته الأخيرة، إلا بعد أن ترك "الشلة" مسرعا، قبل أن تنقل "الرياح" كلماته الأخيرة إلى أحد أفراد سيارة الشرطة المرابطة غير بعيد من عريش بائعة التبغ.
في المساء قرر "امبارك" و "أحمد" محول الرصيد، أن يعودا إلى كوخيهما في"كبة المربط". ابتلعا بسرعة طريقهما التي تعودا على قطعها معا مشيا على الأقدام منذ سنوات عديدة.
لقد ولدا في نفس القرية، وتربيا معا، وقررا أن يسكنا معا بعد نزوحهما منها. ولقد كاد الفقر أن يهلكهما لولا التضامن العجيب الذي اشتهرا به. لقد كان كل واحد منهما يتقاسم مع الآخر كلما ما يملك، في أوقات العسرة. ولقد سمى كل واحد منهما ابنه الأكبر على اسم صديقه، وابنته الكبرى على اسم زوجة صديقه.
والفضل في اختيار مكان السكن يرجع إلى "امبارك" الذي قدم إلى العاصمة قبل صديقه. والذي يرجع إليه الفضل كذلك، في دمج صديقه "أحمد" في الحياة النشطة. إن ما يجمع بين "أمبارك الحرطاني" و" أحمد البيظاني" أكثر عمقا، وتلاحما، وترابطا، مما يجمع بين أخوين شقيقين وحيدين.
ولقد شارك " أحمد" في مظاهرات الحمالين، ليس بسبب عدالة قضيتهم، وإنما ـ وببساطة شديدة ـ لأن "امبارك" كانت تهمه تلك المظاهرات، وكان يهمه نجاحها.
ورغم التعب، والفقر، ومشاكل الحياة العديدة، فقد قطعا ـ كعادتهما ـ المسافة الطويلة، دون أن يشعرا بذلك، وقبل أن يتجه كل واحد منهما إلى كوخه، قال "أحمد":
ـ يبدو أن العمل في هذا اليوم كان جيدا نوعا ما، فقد ربحت ثلاثة آلاف أوقية
.ـ هذا جيد، أجاب " أمبارك" وهو يستلم ألفا وخمسمائة أوقية من صديقه الذي احتفظ لنفسه بنفس المبلغ.
قصة قصيرة تقدم الوجه الآخر والجميل لموريتانيا التي يتضامن فقراؤها من مختلف الشرائح وفد نُشِرت منذ ثلاثة أعوام، أعيد نشرها الآن بدون أي تصرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق