إذا ثبت أن رجل الأعمال محمد ولد بوعامتو يتم
استهدافه الآن نتيجة لموقفه السياسي الجديد، وأن النظام يريد فعلا أن يصفي حساباته
معه من خلال إدارة الضرائب فإن ذلك يستلزم منا جميعا أن نقف معه في هذه المحنة،
وأن نناصره، لأن المستهدف في هذه الحالة ليس شخص ولد بوعامتو فقط، وإنما المستهدف
هو كل رجال الأعمال، وبالتالي الاستثمار الخاص، وذلك من خلال استخدام سلطة الدولة
وإداراتها لتصفية حسابات سياسية مع مواطن موريتاني.
أما إذا كانت المسألة لا تتعدى كونها مجرد
إجراءات قانونية عادية لاستعادة حقوق ضائعة
للخزينة من خلال استعادة متأخرات ضريبية لم يتم تسديدها، وكان يتهرب السيد
محمد ولد بوعاماتو عن دفعها نتيجة للصلات التي كانت تربطه بالأنظمة الحاكمة، ففي
هذه الحالة يكون من واجبنا جميعا أن نقف مع إدارة الضرائب، وأن نناصرها حتى تستعيد أموالنا المنهوبة من طرف
رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو.
إنه من واجبنا أن نناصر ولد بوعماتو في هذه
القضية إن كان مظلموما، ولا يهمنا إن كانت تربطه علاقات قرابة بالرئيس، ولا يهمنا أنه
كان وحتى وقت قريب من أكبر داعمي الرئيس
الحالي...فما دام مظلوما فعلينا أن نناصره.
أما إذا كان ظالما فعلينا أن نقف ضده، ولا
يهمنا في هذه الحالة أن يكون مواليا أو معارضا، قريبا للرئيس أو ليس بقريبه، المهم
أنه يريد أن يتهرب من دفع ضرائب مستحقة، لذلك فعلينا جميعا أن نقف ضده.
ولكن كيف يمكننا أن نميز بين الحالتين؟
لقد قدم أنصار ولد بوعماتو بعض الأدلة التي
تحاول أن تقول بأن هناك استهدافا مقصودا لولد بوعماتو، فقيمة الضرائب المفروضة على شركة الاسمنت التابعة
له أعلى من الضرائب المفروضة على شركة اسمنت منافسة، وأكبر حجما من شركته. ونفس
الشيء بالنسبة لبنكه، لذلك فعلى إدارة الضرائب أن ترد على هذه الحجج، وأن تكشف
للرأي العام عن طبيعة المغالطات في ما نشره أنصار ولد بوعماتو، وهي وإن فعلت ذلك
فإنه سيكون من واجبها على كل مواطن شريف أن يقف في صفها حتى تستعيد تلك الأموال.
أما إذا ظلت تلتزم بالصمت في ظل الحملة التي يقوم بها الطرف الآخر فحينها سيكون من
حق ولد بوعماتو علينا أن نناصره، ولايهمنا في هذه الحالة أن تكون إدارة الضرائب لم
ترد لأنها لا تملك حججا، أو أنها تملك حججا مقنعة ولكنها تعمدت أن تحجبها عن الرأي
العام، ففي كلتا الحالتين ستكون إدارة الضرائب قد أخطأت خطأ فادحا، لذلك فسيكون من
حق كل مواطن شريف أن يقف ضدها، وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك.
وبالمختصر المفيد علينا أن نتعود على أن
نناصر كل مظلوم سواء كان غنيا أو فقيرا، معارضا أو مواليا، قريبا للرئيس أو غير
قريب له. وعلينا أن نتعود كذلك أن نقف في وجه كل ظالم، سواء كان غنيا أو فقيرا،
معارضا أو مواليا، قريبا للرئيس أو غير قريب له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق