هل فهمتم الآن لماذا قرر الإمام الشافعي
المعارض الشرس للرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يكون هو أول من يطمئن الموريتانيين
على صحة الرئيس عزيز؟
هل فهمتم لماذا أصر الإمام الشافعي على أن
يفشي ما أسر له به رئيس النيجر من تقدم صحة عزيز في وقت كان الرائج فيه أن صحة
الرئيس عزيز قد تدهورت شيئا كثيرا؟
يُخَيل إلي ـ والله أعلم ـ بأن الإمام
الشافعي قرر أن يبشر الموريتانيين بصحة الرئيس لأنه يعارض عزيز بشكل شرس وعنيف لا
يعارضه به أي معارض آخر.
ما معني هذا الكلام يرحمك الله؟
لقد أراد الرئيس عزيز أن يفاجئ خصومه، وفي
وقت حساس جدا، بتقدم صحته، بينما أراد الشافعي أن يفسد عليه تلك المفاجأة فكشف
للموريتانيين أن صحة الرئيس في تحسن من قبل أن يكشف الرئيس نفسه عن ذلك التحسن.
لقد ترك الرئيس عزيز الفرصة مواتية لكي يثبت
لكل الموريتانيين بأن وضعيته الصحية حرجة جدا، حتى أقسم البعض على عجزه، وذلك من قبل أن يختار هو "وقتا
مناسبا" ليفاجئ الموريتانيين بتقدم صحته. ولقد أراد الشافعي أن يفسد على
الرئيس عزيز هذه الخطة الغريبة، فما كان
منه إلا أن نقل للعلن الشهادة الإيجابية للرئيس النيجري، تلك الشهادة التي لم
تتحدث عنها حتى الصحافة الرسمية في النيجر.
يبقى أن أشير هنا بأن هناك صفة في شخص الرئيس
ولد عبد العزيز تستحق التأمل:
وهي إصراره على أن يواجه خصومه لوحده سواء
كان في كامل صحته أو أثناء مرضه، فلم يشرك عزيز حكومته وأنصاره في إدارة المعركة
مع معارضيه أثناء مرضه، وإنما قرر أن يديرها هو لوحده، لذلك فقد ظل مختفيا حتى ظهر اليوم أمام الاليزيه بشكل مفاجئ،
وبدون مقدمات، في مؤتمر صحفي يعلن من خلال
قرب عودته.
تبقى كلمة : هذا المؤتمر، وهذا الظهور فاجأ
الجميع بما في ذلك الوزراء وقيادات الحزب الحاكم، فهؤلاء لم يكونوا على علم بما
يفكر به الرئيس عزيز من قبل أن يفاجئهم به كما فاجأ به عامة الناس، وكما فاجأ به معارضيه
الذين لم يعد يفصلهم إلا يوم واحد عن أضخم مسيرة خططوا لتنظيمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق