طالعت في بعض المواقع
بأن رؤساء أحزاب منسقية المعارضة اجتمعوا
وطلبوا من الأحزاب المنخرطة في المنسقية بأن تُعِدَّ وتقدم مقترحاتها وتصوراتها للنشاطات
المستقبلية للمنسقية، كل حزب على حدة، وبما أن هناك جمهورا طويلا عريضا يشارك
المنسقية في أنشطتها، وليس له أي انتماء حزبي، وليست له هيئات تمثله لتقدم التصورات
باسمه، لذلك فقد يكون من المناسب أن يتقدم من شاء من ذلك الجمهور بمقترحاته
الشخصية، ومن هنا جاءت مقترحاتي الشخصية هذه:
1 ـ على قادة المعارضة ـ وهم في بداية مشروعهم المطالب برحيل النظام ـ أن يعتذروا للشعب
الموريتاني عن أخطائهم التي ارتكبوها في حقه، وعليهم أن يتعلموا من رئيس حزب
"حاتم"، والذي لا شك بأنه قد ارتكب أخطاء كثيرة، ولكنه كان يملك من
الشجاعة ما جعله يعتذر عن دعمه لانقلاب 6 أغسطس 2008، ومن المؤكد أن ذلك الاعتذار
كان لصالح صالح ولم يكن ضده.
فعلى قادة المنسقية
وأحزابها أن يعتذروا فرادى، وجماعات عن الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي، وعليهم
في نفس الوقت أن يَعِدوا الشعب الموريتاني بأنهم سيفتحون معه صفحة جديدة تغيب فيها
الانتهازية السياسية والصراع من أجل مصالح ضيقة وآنية.
2 ـ على المعارضة أن
تعتذر كذلك عن تصريحات بعض قيادييها، خاصة منها تلك التي تمجد نظام "معاوية
ولد سيد أحمد الطايع"، وتقول بأن الدولة كانت في عهده دولة قانون ومؤسسات خيرها وفير، فمثل ذلك القول يجب أن يعتذر منه صراحة،
كما يجب أن يحذر أنصار "معاوية" في صفوف المنسقية من العودة إلى مثل تلك
التصريحات المستهجنة.
3 ـ على المنسقية أن تحاول أن
تبعد عن واجهتها كل أولئك الذين لم يكن ماضيهم مشرقا، كلما كان ذلك ممكنا، وأن
تدفع إلى الواجهة الأمامية بعض القيادات الشبابية التي لم ترتكب في ماضيها أخطاءً
فادحة.
ومع أن التخلص من أولئك
"المعارضين" الذين لم يكن ماضيهم مشرفا، أمرا صعبا في الوقت الحالي، إلا
أن الحد من ظهورهم قد لا يكون كذلك.
إن المعارضة عليها أن تعتمد
على خطابها، أكثر من اعتمادها على بعض رموز الفساد من الأنظمة السابقة، وستبقى دائما
هناك أمنية عند الغالبية
العظمى من الشباب الموريتاني، وهي أمنية يبدو أنها لن تتحقق قريبا، وتتمثل هذه
الأمنية في أن تتشكل في يوم من الأيام كتلة سياسية من أحزاب وهيئات وأشخاص خالية
من رموز الفساد، فالكتل الثلاث الموجود حاليا، قد تقاسمت بالتساوي رموز الفساد (
منسقية المعارضة، معاهدة التناوب السلمي، الموالاة).
4 ـ مما لاشك فيه بأن
ما يجري حاليا في موريتانيا يختلف عما جرى في تونس وفي ومصر، فمن يقود الحراك هنا
هو مجموعة أحزاب سياسية يدعمها جزء كبير من الشباب الموريتاني، عكس ما جرى في تونس
ومصر، حيث كان الشباب هو الذي يقود الثورة أما الأحزاب السياسية فقد كانت في
الصفوف الخلفية. وهذا التباين الواضح تترتب عليه أمور كثيرة، من بينها أن عنصر
المخاطرة في موريتانيا سيكون أضعف منه في تونس وفي مصر، حيث لم يكن في تونس ومصر
من يمكن أن يُحَمَّل فاتورة الثورة، بينما في موريتانيا فإن المخاطرة بحياة أي
متظاهر ستتحملها أحزاب المنسقية، وهذا هو ما جعلنا نتفهم قرار انسحاب المنسقية من
قبل حصول أي مواجهة، وسنتفهم مستقبلا أي قرار من هذا القبيل، ولكن ذلك يجب أن لا
يكون بطريقة يستغلها النظام لصالحه.
5 ـ نتمنى أن يظهر قادة
المنسقية استعدادا أكبر للتضحية، وأن يكونوا على استعداد كامل لنيل "نصيبهم"
من الفاتورة، كاملا غير منقوص، في أي مواجهة أو تصادمات ستحدث مستقبلا بين قوات
الأمن والمحتجين، وأخص هنا القيادات التي كانت في صفوف الأنظمة السابقة، وارتكبت
أخطاءً جسيمة في حق هذا الشعب، فهؤلاء عليهم أن يضحوا أكثر من غيرهم من القيادات
الأخرى.
6 ـ من الضروري جدا،
أن تكون هناك مبادئ عامة، وتصورات واضحة، واتفاقات مكتوبة لتسيير أي مرحلة
انتقالية محتملة، فالمعارضة عودتنا ـ وللأسف الشديد ـ أن عقول بعض زعمائها تذهب
دائما عندما تكون هناك "غنيمة" سيتم توزيعها.
تصبحون على معارضة قادرة على الاعتذار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق