إني أحلم بأن أستيقظ ذات يوم على وطن حقيقي، يكون انتماء المواطن فيه للوطن من قبل أن يكون للقبيلة، أو للجهة ، أو للعرق، أو للشريحة.
الخميس، 2 ديسمبر 2010
برقية عاجلة إلى رئيس الجمهورية
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد تابعت في صبيحة هذا اليوم في بعض القنوات الفضائية خبرا هاما عن رئيس فنزويلا الذي يلقب مثلكم برئيس الفقراء. ولقد وجدت أنه من المناسب أن أطلعكم على ذلك الخبر، مخافة أن يشغلكم مجلس الوزراء، أو انضمام حزب عادل للأغلبية الداعمة لكم عن الإطلاع عليه.
يقول الخبر أن رئيس فنزويلا فتح قصره لاستقبال 25 أسرة فقيرة تضررت من الأمطار والفيضانات. ويقول الخبر بأن الرئيس الفنزولي أعطى تعليماته الصارمة لكل عمال القصر، بضرورة الاهتمام بضيوف القصر من الفقراء المتضررين من الأمطار.
هذا التصرف المؤثر مع غيره من تصرفات الرئيس الفنزولي، هو الذي جعله يلقب برئيس الفقراء. وهو الذي جعل فقراء فنزويلا يخرجون عن بكرة أبيهم لفرض عودته إلى السلطة بعد الانقلاب عليه.
سيدي الرئيس،
هذا الخبر ذكرني ببعض الاقتراحات السابقة التي كنت قد اقترحتها عليكم، وهي اقتراحات وإن بدت غريبة في ذلك الوقت، إلا أنها ستبدو طبيعية وعادية عند مقارنتها بهذا الخبر.
لقد طلبت منكم في رسالة مكتوبة باسم حَمَّال أن توجهوا دعوة للعشرات من الحمالين لحضور حفل عشاء في القصر، بمناسبة فاتح مايو الماضي، وتستمعوا لمعاناتهم وأنينهم دون وسيط. لأنهم أولى من غيرهم للتحدث عن معاناتهم، ولقد كان بالإمكان أن تجدوا حلا لبعض مطالبهم العادلة، وأن تعتذروا لهم عن البعض الآخر من المطالب المستحيلة، أو التي قد يصعب تحقيقها في ذلك الوقت.
ولقد قلت لكم في تلك الرسالة بأن الحمالين أولى بعشاء فاخر في القصر الرئاسي، ولو لمرة واحدة في العمر، من أولئك الذين تتكرر دعوتهم ـ بمناسبة وبغير مناسبة ـ رغم أنهم هم من رشف المحيط بكل حيتانه، وابتلع النفط بكل مشتقاته، وأكل الحديد بكل شوائبه، ونهب الزراعة بكل محاصيلها.
فتواجد بعض البسطاء في القصر الرئاسي، كان سيمنحكم لقطة دعائية في غاية الأهمية، أنتم في أمس الحاجة إليها. وهي لقطة كانت ستتناقلها الفضائيات العالمية، كما تناقلت استضافة الرئيس الفنزولي ل25 أسرة فقيرة في قصره الرئاسي.
المؤسف أن الفقراء الذين تضرروا بسبب الأمطار والفيضانات في العديد من مدن وقرى البلاد في موسم الخريف الماضي، لم تستضيفوا بعضهم كما فعل الرئيس الفنزولي، بل أنكم لم تزوروهم وانشغلتم عن معاناتهم في غرس الشجر.
وفي هذه البرقية العاجلة أذكركم من جديد باقتراح سابق، طالبتكم فيه بتأسيس ديوان مظالم للاستماع لهموم الفقراء، إذا لم يكن بالإمكان أن تستقبلوهم بشكل مباشر، كما يستقبلهم رئيس الفقراء في فنزويلا في قصره.
وفي الأخير فإنه لن يفوتني في هذه البرقية العاجلة أن أهنئكم بمناسبة انطلاق شركة النقل العمومي، والتي ستساعد حتما في التخفيف من أزمة النقل. ولأن تسيير شركة عمومية للنقل هو أمر في غاية الصعوبة، خاصة في بلد كبلدنا. ولأن صيانة الحافلات ستشكل أمرا حاسما في استمرار هذه الشركة، فإني أقترح هنا أن تخصص الشركة جوائز مغرية كل ستة أشهر، للسائقين الذين يحافظون على الحافلات التي يسوقونها. في حين يتم طرد السائقين الذين تتعرض حافلاتهم لأكبر حجم من الأضرار.
وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلد، وإلى الرسالة السادسة عشر إن شاء الله.
ملاحظة للقراء : هذه البرقية لا تمثل المقال الأسبوعي الذي أكتبه، لذلك فإني أعدكم ـ إن شاء الله ـ في الأحد القادم، بمقال جديد تحت عنوان " ومن المعارضة ما قتل"، وهو مقال مخصص لرصد أخطاء المعارضة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق