سيدي الرئيس،
أكتب لكم اليوم الرسالة الثانية عشر، والتي ستقتصر على طرح بعض الأسئلة الحائرة، للمساهمة في إنعاش اللقاء المباشر والمثير، الذي قررتم أن تقدموا فيه حصيلة أول عام من فترتكم الرئاسية، وأن تجيبوا فيه على أسئلة بعض المواطنين التي قد يطرحونها في هذا اللقاء الذي يشكل سابقة من نوعه.
ولأنني مواطن من الدرجة الثانية، لا يحق له أن يستفيد من خدمات الإعلام الحكومي. فقد ارتأيت أن أطرح " نصيبي" من الأسئلة على سيادتكم، عن طريق الصحافة المستقلة. كما ارتأيت كذلك أن أنشرها قبل اللقاء بيومين، عسى أن تجد متطوعين أو فاعلي خير من القراء المحظوظين، الذين قد تتاح لهم فرصة الاتصال بالبرنامج، فيطرحوا بعضها على سيادتكم وأجرهم على الله.
سيدي الرئيس،
لقد عبرت لكم سابقا وبمناسبة تنصيبكم في العام الماضي ـ وفي أولى هذه الرسائل المفتوحة ـ عن إعجابي الشديد بلفتتكم المثيرة نحو الجماهير الفقيرة المشاركة في حفل التنصيب. لقد تركت تحيتكم للفقراء، قبل "الكبراء" والرسميين، أثرا طيبا في نفسي، وفي نفوس الكثيرين ممن تابعوا تلك اللقطة المتميزة التي وُفِقتم في تقديمها يوم التنصيب ذاك.
واليوم أجدني أيضا ملزما لأن أعبر لكم عن إعجابي الشديد بلقاء المصارحة والمكاشفة، الذي اخترتموه للاحتفال بالذكرى الأولى لتنصيبكم، عكس ما كان يجري سابقا، خاصة في عهد الرئيس السابق حيث بدد الكثير من ميزانية الدولة في الموسيقى والصخب للاحتفال بتلك المناسبة.
حقا إنهما لقطتان فريدتان، ثوريتان، جريئتان، بناءتان، متميزتان، لم يوفق لهما رئيس من قبلكم. وهما لقطتان تستحقان الإشادة من كل معارض منصف ـ أرجو أن أكون أنا هو ـ يمتلك شيئا قليلا من شجاعة الاعتراف.
وبين تلك اللقطتين الفريدتين ظلت على شفاه بسطاء هذا البلد أسئلة كثيرة وحائرة، تنتظر إجابات شافية من سيادتكم . وهي أسئلة تسحق بالمقابل أن تطرح من كل موالٍ مخلص ـ وأرجو أيضا أن أكون أنا هو ـ يمتلك شيئا يسيرا من شجاعة النقد والنصح، خاصة في هذه المناسبة التي اخترتموها لتكون مناسبة للمصارحة والمكاشفة ولمراجعة ما تم انجازه من برنامجكم الانتخابي، الذي صوت لكم عليه فقراء هذا البلد، أقول فقراء هذا البلد، ثم أعيد فقراء هذا البلد.
ستكون بداية هذه الأسئلة عن التلفزيون الذي اخترتموه لهذا اللقاء، دون إهمال أو تهميش لبقية مؤسسات الإعلام الرسمي التي أردتم لها أن تكون قريبة من المواطن العادي فإذا بها تزداد بعدا عنه.
وفي هذه الأسئلة سيتم استخدام " ترمومتر" دقيق جدا لمعرفة ما إن كان هذا الإعلام قد اقترب من المواطن العادي أم ازداد بعدا. وسنقارن هنا بين إعلام التغيير البناء في عهد تحرير الفضاء السمعي البصري، وبين الإعلام الرسمي في المرحلة الانتقالية الأولى.
1 ـ فلماذا كان عدد لا بأس به من المواطنين العاديين ينفق مائة أوقية من ماله الخاص لشراء نسخة من جريدة الشعب في المرحلة الانتقالية الأولى، في حين أنه يستحيل اليوم أن يشتري مواطن عادي نسخة من هذه الجريدة؟
2 ـ ولماذا كان الكثير من المواطنين يتابع ويناقش ويعلق على الكثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية في المرحلة الانتقالية، في حين أنه اليوم لم تعد هناك برامج تهم كثيرا هذا المواطن؟
3 ـ ولماذا سُمِح لبعض الإعلاميين المتميزين أن يقدموا برامج هامة في المرحلة الانتقالية الأولى ( إسحاق، سيدي ولد أمجاد)، في الوقت الذي لم يسمح لهم بذلك في عهد تحرير الفضاء السمعي البصري؟
4 ـ ولماذا لم يتم تعيين بعض الإعلاميين الذين في سجلهم المهني حسنات كثيرة قدموها لهذا الإعلام :( عبدالله ولد محمدو، موسى ولد حامد، كابر ولد حمودي...)؟
5 ـ ولماذا تم إقصاء كل من كان يمكن له أن يساهم في تقريب الإعلام الرسمي من المواطن، حتى أولئك الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، كما هو الحال بالنسبة لحمود ولد امحمد؟
6 ـ ولماذا تم اختيار من لم تسجل في صحيفته المهنية حسنة واحدة لإدارة مؤسسات الإعلام الرسمي التي يراد لها ـ عبثا ـ أن تكون قريبة من المواطن العادي؟
7ـ ولماذا ترفض الشعب نشر زاوية تنموية لا صلة لها بالسياسة ؟ ولماذا يرفض مدير التلفزيون تقديم برنامج شبابي تنموي مع العلم أن التلفزيون في أمس الحاجة إلى مثل هذا البرنامج؟ ولماذا رفض المدير ذلك البرنامج، رغم أوامر وزير الاتصال السابق، ورغم تدخل مستشاركم الإعلامي، والمستشار الإعلامي لوزير الاتصال وآخرين أعجبتهم الفكرة الرائدة لذلك البرنامج المقترح؟
8 ـ ولماذا يسد وزير الاتصال قنوات الاتصال بموظفيه الذين لم يتعلموا إلا لغة القرآن والتي يقال ـ نظريا ـ بأنها هي اللغة الرسمية للبلد؟
9 ـ ولماذا تقبلون من بعض وزرائكم أن يسيئوا للغة القرآن ولغة الدستور، وكما هو الحال بالنسبة لوزير التعليم الثانوي ووزير الاتصال؟
10 ـ ولماذا يشذ وزير الاتصال عن كل الوزراء الأحياء منهم والأموات، ويرفض أن يحدد يوما معينا للاتصال بالجمهور، حتى وإن كان سيتغيب أو سيتظاهر بانشغالات أخرى لا تسمح بلقائه، كما يفعل ـ عادة ـ أغلب الوزراء، ولأسابيع وشهور متواصلة؟
11 ـ وأخيرا فلماذا لم يتحسن أداء الإعلام الرسمي، رغم اجتماعاتكم الكثيرة بالمسؤولين عن هذا القطاع، ورغم زياراتكم الميدانية، ورغم وعودكم المتكررة بتقريبه من هموم المواطن العادي؟؟؟؟؟
جواب على السؤال رقم 11 : يقول خبراء التغيير بأن التغيير لا يمكن أن ينجح إلا إذا كانت هناك رغبة ذاتية لإحداث التغيير. ويقول الخبراء أيضا بأن الشخص الذي يرغب في التغيير يركز في الغالب على الفرص المتاحة أمامه لإحداث التغيير. ولا يضيع وقته في تعداد العوائق حتى ولو كانت كثيرة. أما الأشخاص الذين لا يرغبون في التغيير كما هو حال من تم تعيينهم لإدارة مؤسسات الإعلام الرسمي، فهؤلاء يضيعون الأوقات في تعداد العوائق لتبرير وتشريع فشلهم.
وبالمختصر المفيد، فلو أنكم اخترتم لتلك المؤسسات بعض الموظفين الذين يسعون فعلا للتغيير، لاستطاعوا وفي وقت قياسي أن يتجاوزوا العوائق الكثيرة، ويستغلوا الإمكانيات القليلة المتاحة، ولأعادوا لتلك المؤسسات شيئا من المصداقية التي كانت تتمتع بها في المرحلة الانتقالية الأولى، هذا إن لم يمنحوها مصداقية أكثر.
أسئلة حائرة عن الحرب على الفساد والمفسدين:
12ـ لماذا احتضنتم وعينتم بعض رموز الفساد في وظائف حساسة، رغم أنهم نهبوا ثروات البلاد، نظاما بعد نظام، وفي الوقت الذي توجد فيه كفاءات شابة في الشارع ؟
13 ـ ولماذا تقربتم واحتضنتم بعض رموز الفساد، وأنتم لستم بحاجة إليهم بعد أن انتخبكم ضحايا الفساد من الشعب الموريتاني.في الوقت الذي كنتم فيه تنتقدون أولئك المفسدين، وأنتم في أمس الحاجة إلى دعمهم أثناء الحملة الانتخابية؟
14 ـ ألا تُشرِّع تلك الازدواجية في التعامل مع المفسدين أثناء الحملة الانتخابية وبعد التنصيب لأسئلة حائرة كثيرة؟
15 ـ ولماذا توقفت الزيارات المفاجئة التي بدأتم بها عامكم الأول؟ ولماذا يتم الآن الإشعار بتلك الزيارات قبل موعدها بفترة تكفي لتجديد طلاء الإدارة المزورة، ولقص أشجارها، ولإصلاح بعض نوافذها المكسورة، ولتنظيف حماماتها ومراحيضها. وتكفي كذلك لاستجلاب كل موظفيها الأشباح، الأحياء منهم والأموات ؟
16 ـ ولماذا لا تزال التعيينات حتى اليوم لا تنسجم ـ إطلاقا ـ مع الحرب على الفساد المعلنة ؟ ولماذا لا زالت تلك التعيينات تتم بطرق بدائية لا علاقة لها بالكفاءة والخبرة والاستقامة؟
17 ـ ولماذا يتم إقصاء بعض الأطر لأسباب سياسية رغم حاجة البد إلى كفاءتهم؟ فلماذا لم تتم الاستفادة من كفاءة الوزيرة نبقوها التي استطاعت في فترة وجيزة ـ ورغم بعض الأخطاء ـ أن تعيد للمدرسة وللتعليم شيئا من هيبتهما المفقودة؟ ولماذا تم إقصاء ولد هيين الذي يرجع له الفضل في بقاء " سنيم " على قيد الحياة في عهد كان ينهار فيه كل شيء.؟ ولماذا يتم إقصاء هذا الموظف الذي ساهم في إنقاذ شركة الكهرباء من هلاك محقق؟
18 ـ ولماذا يتم إقصاء بعض الكفاءات الوطنية، لا لشيء، إلا لأنها تحب هذا الوطن وتريد أن تخدمه؟ فلماذا تم إقصاء مدير الرقابة البيئية؟ ألأنه يحمل من الشهادات والخبرة الشيء الكثير؟ أم لأنه كشف حيل بعض الشركات الأجنبية التي تدمر بها البيئة؟ وفي المقابل لماذا تمت ترقية موظف آخر، في نفس المجال، ألأنه بدلا من أن يفند فنيا وتقنيا تلك المخاطر البيئية التي يقال بأنها تهدد البلد، تفرغ لشتم وسب بعض السياسيين الذين كان يلهث وراءهم حتى وقت قريب؟
19 ـ ولماذا لا زالت التكريمات والتوشيحات لا يستفيد منها إلا من هو ليس أهلا لها ؟ فلماذا يتم حرمان الشرطي الشيخ صار مثلا من أي تكريم رغم اتفاق الجميع ( معارضة وأغلبية، نخبا وعامة) على استقامته وتفانيه وإخلاصه في العمل؟ بل لماذا رفضت السلطات السماح لبعض منظمات المجتمع المدني " ضحايا ضد الفساد" من تكريم هذا الشرطي الذي سيحال إلى التقاعد في مطلع العام القادم؟
20 ـ وبالمناسبة فهل ستتشابه التوشيحات والتكريمات بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال بالتوشيحات والتكريمات السابقة، والتي لم يكن يحددها إلا مزاج القائمين عليها؟
21 ـ ولماذا تغيب الحكومة وإعلامها الرسمي عن إعلان اكتمال أضخم جهد علمي تم انجازه في السنوات الأخيرة، وبعد عقدين ونصف من البحث ؟ ولماذا لا يعامل الباحث الكبير يحيى ولد البراء بما يليق بمقامه وبجهده العلمي؟
22 ـ ولماذا ـ يا سيادة الرئيس ـ تواصل الحكومات المتعاقبة، حكومة بعد حكومة، تجاهل أعظم شخصية خدمت هذا البلد ؟ فلماذا لم نقدر للأستاذ الجليل محمد ولد سيدي يحيى جهوده الكبيرة ليس في الدعوة فقط، بل وفي تعزيز الوحدة الوطنية، وفي إذابة الفوارق في التعلم بين شرائح المجتمع؟ ثم ألا يعتبر تجاهل هذا الأستاذ الجليل الذي لم يستفد ماديا ولا معنويا من الدولة ولا من غيرها ـ رغم خدماته الجليلة ـ خطيئة كبرى من أعظم الخطايا ؟
أسئلة حائرة في محاربة الفقر:
23 ـ لماذا كان أداء وكالة تشغيل الشباب في هذا العام هو الأسوأ منذ تأسيس هذه الوكالة؟
24 ـ ولماذا كان أداء صناديق الادخار التي هي أهم مؤسسة تمويلية للفقراء سيئا للغاية في هذا العام، حيث يتم الحديث عن إغلاق بعض الفروع وتسريح بعض العمال؟ ولماذا كان أداء هذه الصناديق أفضل بكثير في عهد مديرها المسجون بتهمة الفساد، من أدائها في عهد محاربة الفساد؟
25 ـ ولماذا تعاملت الحكومة مع الحمالين بمسيلات الدموع بدلا من أن تستمع ـ ولو قليلا ـ لأنينهم؟
26 ـ ولماذا لم يتم حتى الآن التفكير في سياسة تشغيلية تقلل من التباين المخيف في نسب البطالة بين الشرائح الاجتماعية، وتحد من البطالة في الأوساط الأكثر فقرا؟
27 ـ ولماذا لم يتم التعامل مع القمامة بطريقة إبداعية، تقضي على القمامة في أسابيع معدودة، وتخلق مصادر دخل في الأوساط الأكثر فقرا، وكما فصلت ذلك الرسالة المفتوحة الثالثة من هذه الرسائل؟
28 ـ ولماذا لم يتم حتى الآن اعتماد برامج تدريبية مهنية وحرفية قصيرة المدة وموسعة تثقف حرفيا ومهنيا أكثر عدد ممكن من الفقراء، خاصة في الحرف البسيطة التي لا تحتاج لمهارات كبيرة، والتي تنهب من خلالها ثروات البلد؟
29 ـ ولماذا تتم زيادة الضرائب على السلع التي تبقي الفقراء أحياء يرزقون، ولا تتم زيادتها على السجائر التي تميتهم، وتميت الأغنياء معهم؟
30 ـ ولماذا لم يفتح أول رئيس للفقراء أبواب القصر لفقراء هذا البلد؟ ولماذا لم يتم ـ حتى الآن ـ استقبال حملة الشهادات العاطلين عن العمل في القصر؟ أو استقبال بعض المنكوبين من الطينطان مثلا على إفطار رمضاني؟ أو استقبال المعوقين؟ أو بعض الحمالين؟ ولماذا لم يتم القيام بزيارة خاصة لبعض "آدوابة"حيث ينتشر الفقر والجهل والمرض؟
31 ـ ولماذا لم يتم حتى الآن استحداث ديوان للمظالم، تابع لرئاسة الجمهورية، ينقل شكاوي الفقراء إلى رئيسهم الذي انتخبوه؟
أسئلة حائرة في الحكامة السياسية:
32 ـ لماذا تم تسييس بعض الإدارات التي كان من المفترض أن تبقى بعيدة عن التجاذبات والصراعات السياسية؟
33 ـ ولماذا تم تعيين مفتش للدولة غارق في السياسة حتى أصموخ رأسه؟
34 ـ ولماذا تم تعيين رئيس للمجلس الدستوري غارق في السياسة حتى فروة رأسه؟
35 ـ ولماذا تم انتخاب رئيس محكمة عدل سامية غارق في السياسة حتى أم رأسه؟
36 ـ ولماذا أغرقت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في السياسة حتى عفرية رأسها؟
37 ـ ولماذا لازالت التعيينات والاستفادة من الصفقات العمومية تقتصر على الموالين دون غيرهم؟
38 ـ وإلى متى سيظل ابن القبيلة مدللا، وابن الجهة والعرق مدللا، وابن الطائفة السياسية مدللا، في حين أن ابن الوطن البار يعيش حياته كلها منبوذا، مذموما ومهمشا؟ وإلى متى سيظل أسوأ الناس حظا في هذا البلد هم أولئك الذين يضعون ولاءهم للوطن فوق ولائهم للقبيلة أو للجهة أو للعرق أو للطائفة السياسية؟
أسئلة حائرة في مجال الصحة :
39 ـ لماذا أضاع وزير الصحة والأطباء أوقاتا ثمينة من هذا العام في الصراعات، وفي لي الأذرع والأرجل، في الوقت الذي كان فيه المرضى يموتون فرادى وجماعات؟
40 ـ ولماذا ترفض الدولة استيراد بعض الأجهزة الرخيصة التي لا تكلف إلا مئات الآلاف، رغم أنه يبعث بسبب غيابها الكثير من المرضى للعلاج في الخارج؟
41 ـ ولماذا لم يتحسن حال المرضى في الداخل أو في الخارج رغم اهتمامكم الكبير بهذا القطاع؟
42 ـ ولماذا ـ وأنا هنا استخدم الترمومتر الآنف الذكر ـ لازالت الصيدلية الوحيدة المجاورة لمركز الأمومة والطفولة من أقل الصيدليات في العاصمة مبيعات؟
43 ـ ولماذا لا زال هذا المركز الفاخر الذي قامت له الدنيا ولم تقعد، عاجز ـ حتى الآن ـ عن استقطاب عدد يفوق أو يساوي ما تستقطبه نقطة صحية ريفية من غرفة واحدة، أو من غرفتين؟
أسئلة حائرة متفرقة :
44 ـ لماذا في زمن ثورة تشييد الطرق لم يستفد الشارع الفاصل بين كارفور مدريد و قصر العدالة من طريق مزدوج يخفف قليلا من الزحمة، خاصة وأن الكلفة لن تكون عالية، لقصر المسافة، ولغياب المباني على أطراف الشارع المذكور؟
45 ـ ولماذا لا يتم نقل سوق البيع بالجملة من قلب العاصمة إلى دار النعيم للتخفيف من الضغط والزحمة التي تسبب فيها الشاحنات الكبرى والعربات وذلك من أجل إعطاء وجه حضاري لقلب العاصمة؟
46 ـ ولماذا كان حظ الكتاب سيئا في هذا العام الذي تم فيه اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة الإسلامية، حيث دُفنت كتب المكتبات العامة في مخازن الحالة المدنية، بعد أن كانت قد وُلدت بطريقة غريبة في وزارة الداخلية؟
47 ـ ولماذا رغم الاهتمام المعلن بالشباب، والذي بلغ ذروته من خلال إشراكهم ـ ولأول مرة ـ في المجلس الوطني للحزب الحاكم، فلماذا تلغى مشاركة موريتانيا في منتدى الشباب الإفريقي؟ ولماذا لم تشارك موريتانيا في أنشطة شبابية أخرى؟ ولماذا شكلت الحكومة عائقا كبيرا في حصول بعض المنظمات الشبابية على تمويلات؟
48 ـ ولماذا ـ وهذا السؤال يحيرني حقا ـ تفاجئوننا بقرارات ثورية لم نكن نحلم بها إطلاقا ولم نكن نتوقعها في المستقبل المنظور، كما هو الحال بالنسبة للقاء المصارحة والمكاشفة هذا، في الوقت الذي تفاجئوننا فيه كذلك بعدم اتخاذ قرارات أخرى، كان من المفترض أن تتخذوها؟ فعلى سبيل المثال لِمَ لَمْ تستمعوا ـ وبشكل عشوائي ـ لبعض البسطاء في مدينة لعيون والذين استقبلوكم في ظهيرة يوم حار؟ فلو استمعتم إليهم لأخبروكم بأن الطريق الذي دشنتموه قد انحرف عن مساره الأصلي بسبب قصة فساد جديدة،من قصص الفساد في موريتانيا الجديدة ، والتي لم تتوقف فيها قصص الفساد، حتى في أيام ذكرى انتخابكم وتنصيبكم، حيث تم تهديد وفد كبير من الوزراء والموظفين السامين بالطرد من فندق صيني، بسبب عدم دفع الفاتورة. وفقنا لها جميعا لما فيه خير البلد، وإلى الرسالة الثالثة عشر إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق