للمرة الثالثة أجدني مضطرا لاستخدام هذا العنوان الذي كنتُ قد استخدمته في مقالين سابقين، وكانت المرة الأولى في شهر سبتمبر من العام الماضي، وفي وقت كان فيه البلد ينزف بسبب الحمى، فإذا بالرئيس يطلب من وزرائه أن يتركوا مكاتبهم، وأن يخرجوا فرادى وجماعات إلى الناس ليحدثوهم عن النتائج الباهرة التي حققها حوار السابع من سبتمبر، وكان من بين هؤلاء الوزراء وزير الصحة.
لقد كان المنظر مثيرا للشفقة: بلد ينزف ووزراء خارج مكاتبهم يجمعون الناس ليشرحوا لهم نتائج حوار لم تكن له أي نتائج، ولن يذكره ذاكر بعد أيام قليلة من اختتامه.
أما المرة الثانية التي استخدمت فيها هذا العنوان فقد جاءت بعد أن كلف الرئيس بعض وزرائه بتبرير عدم تخفيض أسعار المحروقات، فأوقعهم بذلك في ورطة كبيرة، وجعل من مؤتمراتهم الصحفية مادة للسخرية والتندر، وكان منظر وزير الاقتصاد والمالية وهو يقارن بين فرنسا وموريتانيا، ومنظر الوزير الناطق باسم الحكومة وهو يقول بأن تخفيض أسعار المحروقات لا يستفيد منه إلا الأغنياء من أصحاب السيارات، كان منظر الوزيرين وهما يقدمان تبريراتهما المثيرة للسخرية من المناظر التي تثير الشفقة.