الثلاثاء، 29 مايو 2012

دعوة لاستقالة رئيس السلطة العليا للصحافة..


عندما فاجأنا السيد هيبتنا ولد سيدي هيبة منذ ما يزيد على عام، خلال افتتاح ورشة لإعداد دفاتر الشروط والالتزامات المتعلقة بقانون تحرير الفضاء السمعي البصري بكلمات مدوية حيث قال: "إن المجتمع الموريتاني مأزوم منذ فترة طويلة، يتقاذفه عدم الاستقرار السياسي، وسوء التسيير والتفكك الاجتماعي وضياع القيم والمعالم".
ثم أضاف في خطابه الحاد والمفاجئ، بأن البعد الأشد مأساوية وهدما لهذه الأزمة الساحقة يتجسد في: "إفلاس النظام التربوي الوطني، وفي انهيار المدرسة الموريتانية ولا شيء أدل على هذا المشهد الذي يرثى له من الصورة التي تعكسها حاليا جامعة نواكشوط المنحرفة".

عندما قال يومها ذلك الكلام، وعندما وصف مؤسسات الإعلام الرسمي ـ في خطابه "التاريخي" ذاك ـ بالوضاعة، اعتقدنا أن الرجل سيقود ثورة إصلاح في المؤسسة التي يترأسها وأن ذلك الإصلاح ربما تصل بركته إلى مؤسسات أخرى، بما فيها جامعة نواكشوط المنحرفة حسب تعبير السيد هيبتنا ولد سيدي هيبة.
ولكن الصدمة أن الرجل لم يستطع أن يكون شفافا حتى في منح التراخيص، حيث رخص لقناتين لا زالتا حتى الآن غير قادرتين على البدء في البث التجريبي، في حين رفض الترخيص لقنوات أخرى، واحدة منها تمكنت من البدء في البث بالصوت والصورة (قناة شنقيط)، وثانية  بدأت بثها التجريبي، وعلى وشك أن تبث بالصوت والصورة حسب القائمين عليها ( المرابطون).
الصدمة الكبيرة، والتي كان من المفترض أن يستقيل بعدها هيبتنا، جاءت اليوم من القصر الرئاسي حيث استقبل الرئيس محمد ولد عبد العزيزـ حسب بعض المواقع ـ  رئيس مجلس إدارة قناة شنقيط محمد ولد اللهاه واعتذر له عن عدم حصولها على ترخيص من السلطة العليا للصحافة وللسمعيات البصرية "الهابا" حيث وردته معلومات أنها قناة تابعة للإسلاميين، وقد قدم ولد عبد العزيز ضمانات لولد اللهاه حول بث القناة مؤكدا له أنها لن تجد مضايقات بموريتانيا.
ألا يكفي هذا التصريح ومن أعلى سلطة في البلاد للحكم على عدم شفافية  منح تراخيص السلطة العليا للصحافة؟ أو لا يكفي هذا أيضا لأن يستقيل من قال يوما، وبأعلى صوته : "إن المجتمع الموريتاني مأزوم منذ فترة طويلة، يتقاذفه عدم الاستقرار السياسي، وسوء التسيير والتفكك الاجتماعي وضياع القيم والمعالم" ؟؟؟؟؟؟؟
لو كنت مكانك لاستقلت..
تصبحون على استقالة....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق